(وقت القراءة: 1 دقيقة)

limonada alrai 31may2023

(نُشرت في جريدة الراي، عدد الأربعاء 31 مايو 2023، صفحة 15.)

مِن الآلة الحاسبة وصولا إلى المصحح الإملائي الآلي، كلها تقنيات وُجدت لتريح الإنسان، وتوفر وقته، وتقوم بالمهام الدنيا تاركة في عقله متسعا لمهام أعقد. ثم حدث ما كنا نراه بعيدا؛ جاءت التقنية لتفكر نيابة عن الإنسان، وتأتي له بأجوبة لا تخطر بباله، وتكتب نيابة عنه مقالاته وبحوثه!

ليس الذكاء الاصطناعي بجديد، بل يعود -صدقوا أو لا تصدقوا- للخمسينيات من القرن الماضي. كانت منتجاته تأتينا تسير الهوينى، تزرع نفسها في تربة حياتنا، ويتشربها نسيجنا المجتمعي على مهل. إلى أن قررت الشركة القائمة على ChatGPT إتاحته للجماهير أواخر العام الماضي، محدثة موجة ضاربة أترعت النسيج الحياتي والمجتمعي بتغييرات متلاحقة أكبر من أن يتشربها. هذا ونحن الذين لم نستفق بعد من التغييرات التي أحدثتها، ولا تزال تحدثها، ثورة وسائل التواصل الاجتماعي في حياتنا.

تغيرت قواعد اللعبة، وتحولت التقنية من مُعِين للإنسان في أداء مهامه الفكرية إلى بديل مرشح للاستحواذ على أهم مزايا الإنسان. لطالما فاخرنا -نحن البشر- بتميزنا على سائر المخلوقات بعقولنا الفائقة، ويبدو أن هذه مسألة صار فيها نظر. فقد جاءتنا تقنية قادرة على التعلم مثل الإنسان، وعلى التفكير، وهضم المعلومات، وترتيبها منطقيا، والاستنتاج، ثم كتابة كلام منطقي متماسك بلغة بشرية. وسنعتمد عليها، كما فعلنا مع الآلة الحاسبة التي جاءت في المقام الأول لتساعدنا ثم صار جُلّنا لا يستطيع إجراء العمليات الحسابية دونها، وكما المصحح الإملائي الآلي الذي جاء ليوفر علينا الحرج، ثم صرنا نهمل في كتابتنا لأننا نعلم أن المصحح الآلي سيقوم بالواجب. وها نحن نسمع هذه الأيام تجارب الناس مع الـChatGPT الذي قدم لهم مشورات تعادل مشورة الخبراء، وأجابهم على أسئلة يعز من يجيب عليها.

وبعيدا عن الكسل الفكري الذي سيصيب البشر جراء هذه التقنية، هناك مثلب أخلاقي خطير يحيق بها، وهو استغلال هذه التقنية لأداء الواجبات الدراسية، بل وحتى الوظيفية. فقد يلجأ إليها طالب لتكتب له بحثا مكتمل الأركان، وقد يستعين بها موظف لتكتب له تقريرا. وكأن نكبتنا مع الغش الدراسي ليست كافية، حتى تأتي هذه التقنية لتزيد الطين بلة. لا تخلو هذه التقنية من المثالب، وأهمها ظاهرة "هلوسة الذكاء الاصطناعي"، إذ تنسج التقنية إجابات غير صحيحة (وأحيانا مضحكة) إذا سئلت عن أمر لا تعلمه. لكن هذه التقنية ستظل تطور من نفسها، وستزيد جودة ما تكتب إلى الحد الذي يصعب حتى على التقنيات اكتشاف إذا ما كان النص مكتوبا من قِبَلها أم من قِبل إنسان حقيقي.

القطار انطلق، ولا سبيل لإيقافه، بل علينا أن "نحول الليمون إلى ليمونادة" كما يقال! فلتكن هذه فرصة ميمونة لنعيد النظر في آليات التقييم الدراسي. فقد كانت الجامعات والمؤسسات الدراسية منذ قرون خلت تقيم الدارسين شفهيا وعلانية. ثم صار الاختبارات التحررية والواجبات والتكاليف المكتوبة النمطَ المعتاد لتقييم الطلبة. وهذه طريقة عملية، وسهلة، وموضوعية وبريئة من الانحياز إلى حد كبير، ومناسبة للأعداد الهائلة من المتعلمين. لكنها في المقابل أفرزت طلبة بقدرات أقل على الكلام، والتعبير عن الذات، والمناقشة، والجدال. وهي مهارات كانت من صميم نظم التعلم القديمة.

فهل يا ترى نقول"قديمك نديمك" ونعود لأنماط التعلم القديمة التي يتسيد الموقف فيها حضور الذهن، وسرعة البديهة، والقدرة على ربط المعلومات؟ أم نوائم بين نوعي التقييم؟ الأكيد أن المسألة معقدة، ولا جواب شافيا لها ... أو مهلا، دعونا نسأل ChatGTP فقد يكون لديه الجواب المُسكت!

نسخة نصية من المقالة من موقع جريدة الراي || نسخة PDF من المقالة

(وقت القراءة: 1 دقيقة)

tiktok

 (نُشرت في جريدة الراي، عدد الأحد 12 مارس 2023، صفحة 19.)

وا تيكتوتاه! هكذا استصرخت "مارغريت ريتشاردز" جماهير الـ"تيك توك". للأمانة، لم تقل هذا حرفيا لكنها فعلت ما يقابله حين نشرت مقطعا لوالدها المحامي الذي أمضي 14 عاما يكتب رواية عَنونَها Stone Maidens. وحينما نُشرت الرواية، لم يُكتب لها القبول. أنشأت الفتاة المعجبة بأبيها حسابا له في مالئ الدنيا وشاغل الناس "تيكتوك" دون علمه، ونشرت مقطعا مصوَّرا مدته 17 ثانية فقط تشرح فيه كفاح أبيها. وحدثت الأعجوبة! نال المقطع ما يربو عن 48 مليون مشاهدة، وقفزت مبيعات الرواية الصادرة في 2012 لتصير سابع أكثر الكتب مبيعا في موقع أمازون، والأولى مبيعا في فئة روايات الجريمة.

تبدو هذه قصة مثالية تروي قوة الإعلام الجديد وقدرته، الإعلام الذي سقطت فيه أعمدة المركزية والتحكم. لكن ما لا ندركه أن الإعلام الجديد الذي تحرّكه الجماهير وتملك فيه القدح المعلّى للوهلة الأولى، ليس بالصورة الرومانسية التي نظن. فهذه الجماهير ليست مستقلة تماما، ولا تفكر بفردانية وتجرّد، بل تخضع لآليات التوجيه المختلفة التي تتعرض لها بدءًا من توقعات المجتمع، ومرورا بالبرمجة التي يبثها الاقتصاد الرأسمالي، وانتهاء بنزعة الإنسان الميّالة للسير مع الجماعة.

(وقت القراءة: 1 دقيقة)
الـ HTML أو كما يعربها البعض بعبارة ظريفة من خلال الترجمة الصوتية لها على أنها الـ (هتمل) هي لغة تكتب بها صفحات المواقع الإنترنتية. لغة التصميم الشائعة جدا هذه تعمل من خلال كتابة رموز معينة يترجمها المتصفح إلى ما تراه أمامك من صفحات عالية الاحتراف. أي أن وراء الكواليس رموز بسيطة تتحول إلى تحفة جميلة تخلب الألباب. ملفات ال HTML تتميز بصغر حجمها كونها ملفات نصية ولا تحتل مساحة كبيرة على الأجهزة المستضيفة لها. تكوين هذه اللغة عبارة عن وسوم tags لكل منها دلالة ووظيفة معينة. فلنوع الخط وسم معين، ولإنشاء وصلة أو تغيير لون الخط أو إضافة صورة لكل منها جميعا وسوم موحدة يتم من خلالها إنشاء الموقع.
(وقت القراءة: 1 دقيقة)
في مقالتي الفائتة تساءلت عن إمكانية إيجاد نظام يمكننا من رسم الصور وملفات الفيديو من خلال رموز شبيهة برموز لغة تصميم المواقع ال HTML وتساءلت عن إمكانية أن يكون أحد الساميين المبادر بهذا الأمر.لكن يبدو أنه لا عزاء لساميي العرق، فأبناء العم سام سبقوهم ليس فقط بالتفكير في الأمر بل وبالشروع فيه أيضا. W3 Consortium وهي المجموعة التي ساهمت في تطوير ال HTML قامت أيضا بابتكار لغة الXML وهي لغة تستخدم في وصف المستندات لكن الجديد أنها أيضا قامت بتطوير طرق لرسم الصور وتحسين أداء ملفات الصوت والفيديو أيضا من خلال لغة ال XML.
(وقت القراءة: 1 دقيقة)
يقال في اللهجة المصرية "فلان نابه أزرق"، وهي كناية عن كونه مؤذيا أو قادرا على الانتقام، وكثيرا ما يكنى عن الشيء أو الشخص شديد المهارة بالقول"جن أزرق"، ويقال "نهار أزرق" للكناية عن المصيبة. وبغض النظر عن السر وراء ازرقاق هذه المصطلحات، فإن البلوتوث أو "السن الأزرق" أو "الناب الأزرق"، كما تصر بعض الوسائل الإعلامية أن تسميه، هو الأكثر خطفا للأبصار في الأخبار التقنية دون منازع.
(وقت القراءة: 1 دقيقة)
منذ سنوات، أتذكر أني أمضيت وقتًا طويلًا أحاول فك رموز كلمة إنجليزية غريبة صادفت ناظري؛ ta3reeb. التفسير الوحيد الذي وصلت إليه آنذاك هو أن الرقم 3 يشير إلى كلمة three وبالتالي وبإضافة "ثري" إلى بقية مقاطع الكلمة تصبح الكلمة "تثريب." مر وقت طويل إلى أن عرفت أن الكلمة التي حرت فيها هي "تعريب" وأن الثلاثة هي عبارة عن بديل لحرف العين! اكتشفت يومها أيضًا أن اسمي أصبح " 7 آيات"! فحياة بلغة التعريب الجديدة تكتب 7ayat والسبعة هنا دالة على حرف الحاء نظرًا للتشابه البيّن بينهما من حيث الرسم. ليست هذه هي نهاية المطاف؛ فالهمزة يقابلها رقم 2 والخاء رقم 7 المتبوع بقوس اقتباس مفرد نحو 7\'alid أي خالد ، والطاء رقم 6 والظاء رقم 6 المتبوع بقوس اقتباس مفرد، والصاد رقم 9، والضاد رقم 9 المتبوع بقوس اقتباس مفرد، والغين رقم 3 المتبوع بقوس اقتباس مفرد والقاف رقم 9 المتبوع بقوس اقتباس مزدوج.
(وقت القراءة: 1 دقيقة)
يبدو أن شكوانا كنساء من الاضطهاد الذي نخضع له في هذه البقعة من العالم يغدو أممياً إذا ما انتقلنا إلى عالم السايبر؛ فإحدى دمي "باربي" الناطقة كانت تقول "I Hate Maths " أكره الرياضيات" لم تكن ويا للعجب عربية، فالأنماط الموروثة المرثوثة حول أن المرأة غير بارعة في الرياضيات ليست عربية وحسب. الأمر لسوء الحظ لا يقف عند "باربي"، بل يصل إلى معدلات النساء الدراسات ، المدرسات، المشتغلات، المهتمات، بل وحتى المستخدمات للكمبيوتر أو بعبارة أدق تقنية المعلومات.
(وقت القراءة: 1 دقيقة)
الإنترنت تقدم فرصة شديدة الاتساع لأي باحث ليدرس تكوين العقلية العربية وأنماط عملها. قرأت رسالة ليست حديثة جدا استشرت على الشبكة وفي كثير من المنتديات مقدمة تفسيرا شديد الإحباط لمعنى "پنتيوم" المعالج الشهير الذي تصنعه شركة "إنتل" وهو أن Pentium عبارة عن اختصار لجملة Pay every nickel to undermine the Mosque أو ادفع كل نكلة لتقويض المسجد! ومبتدع هذا التفسير الألمعي حكم أن المسجد المقصود هو المسجد الأقصى، والأقسى من ذلك هو أنه أيضا فسّر أرقام أجيال المعالج بأرقام الهيكل المزعوم. فالثلاثة في Pentium3 تدل على الهيكل الثالث. أما الـ 4 وهي الدالة على الجيل الرابع والأخير من المعالج فهي بزعم أخينا نبوءة لهيكل رابع سيقيمه الإسرائيليون بعد أن يجمعوا المال الكافي من بيع المعالج إلى المسلمين!
(وقت القراءة: 1 دقيقة)

لم يتطلب الأمر سوى أن يعلن "غوغل" أنه "يعتزم" زيادة سعة بريد Gmail التابع له - وغير المفتوح للتسجيل العام- إلى 1 غيغابايت، حتى تهب أريحية بقية مزودي البريد في خطوات استسباقية مضاعفين سعة صناديق البريد التي يقدمونها إلى أضعاف مضاعفة.

يبدو أن الليلة لا تشبه البارحة، فجميعنا نتذكر ما فعله "ياهو" في السابق حين خفض سعة بريده من 6 إلى 4 ميغابات للمشتركين الجدد بنطاق yahoo.com في حين بقيت ال 6 ميغابايت متوفرة للمشتركين في خدمات "ياهو" المحلية ك"ياهو" الفرنسي و "ياهو" المملكة المتحدة.. سبق ذلك خيبات أمل كثيرة و كبيرة سببها "ياهو" لمشتركيه منها طلبه رسوما لاستخدام بروتوكول POP الذي يسمح بنقل الرسائل من المزود إلى برامج مكتبية للبريد الإلكتروني ك"آوت لووك". اليوم "ياهو" هو أول الواصلين إلى ساحة الوغى التنافسية حيث رفع سعة بريده إلى 100 ميغابايت وأرفق معها تغييرات في تصاميمه.

(وقت القراءة: 1 دقيقة)
ظلَمَوهُ فاسْمَوه حاسوباً
و يفعل الكثيرَ غير الحسابْ

غضِبَ شرراً و قال :
اسمُوني عَاقُولاً
او حتى فًاعُولاً
فنعم العقلٌ عقلي
و نِعمَ الفَعْلاءْ

تعريبهم لي عقابٌ
و اذا ابقوني "كمبيوتراً"
نَعِقُوا بالعِتابْ

يقولون عربوني
اسْمَوْني فكَمَمُوني
استوردوني ..
و لو صنعوني
لقبلت منهم الاسماء !
(وقت القراءة: 1 دقيقة)
ورة البانورامية لثورة المعلومات في العالم تنذر -و بقوة- ان "خير جليس " قد بات مهددا بفقدان مركزه امام امواج من المعلومات الدافقة التي يتدافع "الملاحون" Navigators بالمصطلحات التقنية – كي يمخروا عبابها. اما في العالم العربي- لسوء الحظ او لحسنه- قد يكون الامر مختلفاً.