(وقت القراءة: 1 دقيقة)

 الطفل

الصلاة على الأموات و"الطفل" يرحمكم الله.
لماذا يقول المنادي "الطفل" وليس الأطفال؟
أيعقل في كل مرّة أن يكون الميت من الاطفال طفلا واحدا فقط؟

(وقت القراءة: 1 دقيقة)

 2june2020 alrain p20

(1) تكمّموا، لا تتمسّكوا! 

أعجب من ممن يتمسّكون بكلمة "مَاسْك" في حديثهم اليومي. كيف فاتتهم دقة العربية التي تفرّق بين القِنَاع والكِمَام؟ في حين تستخدم الإنكليزية Mask للدلالة على القناع (وهو ما يغطي الوجه كله) والكِمام (وهنو ما يغطي الأنف والفم).

أمّا الكِمام، فقد جاء عنه في لسان العرب: "الكِمَام، بالكسر، والكِمَامة: شيء يُسدُّ به فم البعير والفرس لئلا يَعَضّ." ثم تغيّرت دلالته وصار يستخدم للكِمَام الطبي المعروف. ولاحظوا أن الميم غير مشدّدة، فلا يصح أن نقول كمّام أو كمّامة.

وفي الزمان الغابر، كان العرب يتّقون الغبار بالتلثّم. وهذه كلمة جميلة، ونستخدمها في لهجتنا الكويتية فنقول مثلا: "فلان متلثّم بغترته". جاء في اللسان: "اللِّثامُ: ردُّ المرأة قِناعَها على أنفها، وردُّ الرجل عمامته على أنفه". مهلا، هل قرأتم "قناع المرأة"؟ نعم، فالقِناع والمِقْنَعة عند العرب قديما هو "ما تتقنَّع به المرأة من ثوب تغطّي رأسها ومحاسنها" كما يقول المعجم. إذًا، كان القناع يُستخدم لما يُغطّى به الرأس تحديدا لا الوجه، وفي هذا شواهد عديدة، ليس هذا مجالها. ثم تغيّرت دلالة الكلمة (ورصد التغيرات الدلالية مبحث لطيف)، وصارت تدل على ما يُغطّى به الوجه -لا الرأس- لغرض الحماية (كأقنعة الحماية من الغازات أو أقنعة الأكسجين)، أو اللهو (كأقنعة الحفلات والأطفال)، أو أقنعة التمثيل، أو حتى أقنعة اللصوص!

(وقت القراءة: 1 دقيقة)

النون واللام والراء أحرف متقاربة في مخرجها، ويكثر الخلط بينها. فالأطفال مثلا كثيرا ما يحولون الراء لاما، فيقولون: "بلوح اللوضة" أي "بروح الروضة".

وهذا موجود في لهجتنا الكويتية إذ نحول الراء لاما في بعض الكلمات مثل: بنطرون (أصلها بنطلون)، ونحول اللام راءً في كلمات مثل النيبار (أصلها النيبال)، وفليزر (أصلها فريزر)، ونجد بعضنا يقول "فنيان" والبعض الآخر يقول "فنيال"، وهذا حاصل في العربية أيضا إذ يصح أن نقول فنجان أو فنجال.
وفي كثير من اللهجات العربية نجد هذه الظاهرة. فكلمة دهليز ينطقها البعض دهريز بالراء وهناك منطقة في عمان اسمها "الدهاريز". و"يا ليت" الفصحى تنطق في كثير من العاميات بالراء "يا ريت". وفي بلاد الشام يقول البعض "بلكي" (بمعنى ربما) وينطقها البعض الآخر بالراء "بركي". وكلمة "ضلفة" (كقولنا ضلفة الباب) ينطقها البعض "ضرفة" أو "درفة". والبعض يسمي الورل (وهو زاحف صحراوي) بالورر. "وكلمة "راح" ينطقها البعض في بلاد الشام "لاح". وسمعت في مسلسل سوري أحدهم يقول: "لاح أطلب". وفي المقطع المرفق نجد الشخص يقول "لحنا" وهي تحوير لكلمة "نحنا"، إذ تحولت النون لاما.

 وذات مرة كنت أتكلم مع امرأة تايلندية، وأخذت تقول "كلبون"، "كلبون"! وتساءلت ما هذا الكلبون! إلى أن فهمت من سياق الكلام أنها تعني "كربون"! وبعد البحث اكتشفت أن اليابانيين يخلطون بين اللام والراء أيضا، فينطقون بعض الكلمات تارة بالراء وتارة باللام دون أن يتغير المعنى. وفي هذا المقطع من مسلسل ماروكو الشهير، نجد الشخص يقول "ريراكس" أي "ريلاكس".

وفي لهجات عربية مثل اللهجة المصرية وبعض اللهجات الشامية نجد اللام تتحول إلى نون كما في قولهم "إسماعين" أي إسماعيل، و"برتقان" أي برتقال، و"منيح" التي أصلها مليح، و"جون" التي أصلها "جول".

وفي اللهجة المصرية في قولهم "امبارح"، نجد أن اللام تحولت إلى ميم، إذ أن أصل الكلمة "البارح". وهذه ليست ظاهرة حديثة. بل إن بعض أهل اليمن يقلبون لام أل التعريف ميما. فيقولون "امْسماء" أي السماء. وقد كلم الرسول صلى الله عليه وسلم نفرا منهم بلهجتهم هذه، فقال عليه الصلاة والسلام: "ليس من امبر امصيام في امسفر" أي "ليس من البر الصيام في السفر".

(وقت القراءة: 1 دقيقة)

dijaj

من المعروف أنّ الجيم تتحول إلى ياء في بعض اللهجات واللغات. ففي لهجتنا الكويتية مثلا، نحوّل الجيم إلى ياء في كلمات كثيرة مثل (دياي/دجاج، شيرة/شجرة). ولهذا أصل في بعض اللهجات العربية كلهجة تميم.

(وقت القراءة: 1 دقيقة)

 

لا بدّ أن مضيفي الطائرة يفضّلون الركاب من أمثالي؛ الصامتين، القليلي الطلبات، الغارقين في عالمهم، المنهمكين جدا في الطقطقة على الشاشة الصغيرة أمامهم بأمان. ما لا تعلمونه أعزائي المضيفين، أني كنت منشغلة جدا –ومستمتعة تماما- بتصيّد الأخطاء اللغوية الشنيعة التي تحفل بها خرائط طائرتكم المصونة!

مزيج من الضجر والانزعاج من أصوات الأطفال قادني إلى العبث بالخرائط المتوفرة على "شاشة التسلية" في الطائرة، وإذا بي أرى العجب العجاب. كررت ذلك في أكثر من رحلة، ومع شركتيْ طيران؛ واحدة محلية، وأخرى خليجية. وكانت النتيجة مضحكة، "ولكنّه ضحكٌ كالبُكا" كما قال المتنبي!

(وقت القراءة: 1 دقيقة)

ليست قضية جديدة، الدعوة إلى الكتابة بالعاميّة. وقد نتأت الدعوات من أسباب انغلاقية مثل النزعات الوطنية الضيقة (سعيد عقل مثالا) إلى أسباب انفتاحية جدا تحت دعوى الديمقراطية الكتابية، والإتاحة، وتعميم الإبداع على الشريحة العامة.  

بدايةً، علينا أن نعرف أن العامية –أي عاميّة – هي تفرع بل وانحراف عن لغة رئيسة، فعلاقتها باللغة الأم علاقة مُروق، علاقة الفرع بالأصل، وعلاقة الأدنى بالأعلى. وهي رغم ذلك ظاهرة طبيعية وموجودة في كل اللغات تقريبا، لكن بدرجات متفاوتة من حيث الابتعاد أو الاقتراب من اللغة الأصلية.

الأصل في العامية هو الشفاهية، والعامية تستخدم لإنتاج صنوف إبداعية شفهية مثل الشعر الشعبي (نبطي، زجل، ملحون، ... إلخ) وفي الشعر الغنائي، وفي "الحزاوي" أو "الحواديت" (قصص ما قبل النوم للأطفال). فلست هنا أشكك في مقدرتها على إنتاج إبداعي، بل في المدى الذي يمكن أن تصل إليه في ذلك. فهي رغم شيوعها تظل تعاني من الفقر ليس في المفردات بل في وسائل التعبير. ويكفي غياب الإعراب وغياب التشكيل في أواخر الكلمات لنقول أن العامية قاصرة. ففي الآية الكريمة {... أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ...} نجد أنّ التشكيل ضروري وإلا قٌلب المعنى. بينما غياب ذلك في العامية يضطرنا إلى تغيير أماكن الكلمات خوفا من اللبس. وهذا يعني أن العامية تراوح في نطاق ضيق من حيث قدرتها على تحريك الكلمات في الجملة الواحدة. وهذا مجرد مثال واحد على ضيق الحركة التي تعانيه العامية، والتشعب في تفصيل هذا ليس موضوع هذه المقالة.

(وقت القراءة: 1 دقيقة)

كلا، "الموبايل" ليست لفظة تسللت إلى مفرداتنا اليومية، بل نحن من أدخلها من باب كبار الزوّار وفرش لها السجاد الأحمر، وحتى لو صدقنا الفرضية القائلة أنها "تسللت"، هل لدينا حَكَم يجرؤ أن يلتقم صفارته ويطردها من ملعب منطوقاتنا اليومية؟!

إذا كنا نظن أن معضلاتنا اللغوية هي معضلات تعريب، فنحن حتما بعيدون عن الصواب، وإذا كنا نظن أن مَجْمَع اللغة العربية -على علاّته وقلة فاعليته- هو السبب، وأن "نفضة" قوية لأركانه كفيلة بحل مشاكلنا كما حل مارد المصباح العجيب مشكلات علاء الدين، فنحن حتما واهمون!

فأنا للأسف -وكثيرون مثلي- لازلت أستخدم كلمة "تِلِفون" للدلالة على الهاتف الأرضي رغم أن كلمة هاتف كلمة ظريفة ورقيقة، وليس فيها أية أحرف صعبة، ولا يمكن التباسها مع شيء آخر إذ لا يوجد شيء آخر نسميه بالاسم ذاته، فلماذا لا أزال مصرة على تسميته بالتلفون؟ صحيح أنني حينما أكتب أكثر أحرص على استخدم هذه الكلمة، لكني في حياتي اليومية ورغم حماسي المطلق للغة العربية، فإني لا أجرؤ أن أسأل أصحاب محل أو مطعم عن رقم "هاتفهم" بل حتما سأقول "تلفونهم" وإلا سيظنون أني خرجت عليهم من إحدى حلقات برنامج "المناهل" الشهير.

(وقت القراءة: 1 دقيقة)

 

هذا نثار لغوي من شؤون وشجون لغوية ترافقني وتستوطن ذهني. قررت اليوم أن أدونها، علني أجد من يشاطرني الهم والتساؤلات والآمال.

الأمة وربتها
حيث أقرأ حديث الصادق المصدوق -صلوات ربي وسلامه عليه- في شأن علامات قيام الساعة "أن تلد الأمة ربتها"، يتبادر إلى ذهني فورا اللهجات العامية! فاللهجات العاميّة (المتولدة أصلا من العربية) صارت الآن الربّة، والعربية الفصحى أَمَة، فمن يُعتق رقبتها؟



الترجمة الصوتية

أمر أرى أن عليه أن يثار، وهو الترجمة الصوتية للكلمات والمنتجات التي لا تعرب. فمثلا، كيف نكتب Facebook؟ الكتابة الشائعة لها هي فيسبوك، وهذا خطأ فالصحيح لغويا هو فيسبُك فرغم كتابة حرفي علة في كلمة book، فإن الكلمة تنطق بحرف علة قصير وليس طويلا فنقول "بُك" وليس "بوك". علما بأنه لا يصح أن تفصل الكلمتان على شكل "فيس بوك" أو حتى "فيس بك" لأنه اسم علم بالإنكليزية اختار له أصحابه أن يكون على شكل كلمة واحدة.
ومن الأمور الطريفة الترجمات الصوتية الواردة في الصورة أدناه المأخوذة من النسخة العربية من موقع Mozilla (مزيلا أو موتزيلا) الشهير والرائع. لكن مترجمي الصفحة بالغوا بعض الشيء في ترجماتهم الصوتية إلى العربية:

 

 

(وقت القراءة: 0 دقائق)

 

البعض يظن أن شكل الفاصلة البهلواني يعني بالضرورة أنه لا فائدة منها، ويمكن بالتالي الاستغناء عنها، أو وضعها في غير مواضعها لأنها مجرد أداة تجميلية. وهذا افتراض لن أصرف الوقت في تفنيده وتدبيج العبارات لدحضه، بل سآتي بأمثلة سقطت منها الفاصلة أو وضعت في غير موضعها، ليعرف أصحاب العقول الغوافل، فضل الفواصل.


1.    حين توقفتُ عند إحدى الإشارات، لاحظت جملة مكتوبة أسفل العجلة الاحتياطية:
" لا تسرع عائلتك في انتظارك".
والعبارة هكذا دون أية فاصلة تعني لا تستعجل عائلتك في أمر انتظارك، بل دعهم ينتظرونك لكن بتمهل، ولا تسألوني كيف يكون هذا! والصحيح أن تكون العبارة: "لا تسرع، عائلتك في انتظارك".

 

(وقت القراءة: 1 دقيقة)

 

رغم أن الهدف الرئيس من التهجين هو استيلاد نوع جديد أكثر جودة، إلا أننا ما فتئنا نقابل كل هجين بالظلم والجفاء والريبة، ابتداء بالبغال الكادحة، ومرورا بالكيوي الذهبي اللذيذ (المهجن من الكيوي الاعتيادي والمانجا)، وانتهاء بالتاء المربوطة التي توّلدت من الهاء والتاء المفتوحة. وحديثي اليوم سيكون عن التاء المربوطة، لعل عقدتها تنحل!


وعلي أن أشير هنا أني لا أكتب هذا المقالة لأني منزعجة من كتابة اسمي في الأوراق الرسمية "حياه" (وهو فعل يعنى وجَّهَ إليه التحية إذا وضعتم شدّة على الياء!) بدلا من "حياة"، بل لأن القضية أكبر من ذلك وأخطر وأمر. فعندما تسمع بأم أذنيك مذيعا عربيا يقول "ميات البحر" بدلا من "مياه البحر"، خالطا بين التاء المربوطة والهاء، تعرف أن ثمة مشكلة ليس فقط في الإملاء، بل أنها امتدت إلى أن وصلت إلى الألسن. وعندما تجد أن أحد أشهر أبيات أبي الطيب المتنبي صار له معنيان مختلفان حين تقرأه تارة بالتاء المربوطة وتارة بالهاء، تعرف أن نقطتي التاء المربوطة أكبر من مجرّد نقطتين تافهتين تستخدمان لأغراض الزينة.

تأملوا بيت المتنبي الشهير:
والظلم من شيم النفوس فإن تجد *** ذا عفة فلعله لا يظلم

(وقت القراءة: 1 دقيقة)

كنت ولفترة طويلة أنطق اختصار الحركة الدستورية الإسلامية "حَدْس" بتسكين الدال بدلا من فتحها، وكنت أظنه الأصوب، بل وكنت ألح على من حولي ممن يصرون على نطقه "حَدَس" بفتح الدال بضرورة تسكين الدال وكانت حجتي في ذلك أن "حدْس" بتسكين الدال أجمل جَرْسا، وأوفر معنى.

وفي يوم من أيام انتخابات عام 2006 حدث أن سمعت "حدس" تُنطق بدال مفتوحة في إعلانات الحركة التلفزيونية، وتكدرت كثيرا إذ صارت مهمتي اللغوية أصعب، وصار من كنت أصحح لهم يصححون لي ويفندون وجهة نظري والإعلان الرسمي التلفزيوني في صفهم. فما كان أمامي إلاّ صف أدلتي اللغوية في انتظار حكم قريب بنصرة السكون على الفتح.