لغويات حياة

  • القول الفصل في الصلاة على الطفل!

     الطفل

    الصلاة على الأموات و"الطفل" يرحمكم الله.
    لماذا يقول المنادي "الطفل" وليس الأطفال؟
    أيعقل في كل مرّة أن يكون الميت من الاطفال طفلا واحدا فقط؟

  • تعاور النون واللام والراء

    النون واللام والراء أحرف متقاربة في مخرجها، ويكثر الخلط بينها. فالأطفال مثلا كثيرا ما يحولون الراء لاما، فيقولون: "بلوح اللوضة" أي "بروح الروضة".

    وهذا موجود في لهجتنا الكويتية إذ نحول الراء لاما في بعض الكلمات مثل: بنطرون (أصلها بنطلون)، ونحول اللام راءً في كلمات مثل النيبار (أصلها النيبال)، وفليزر (أصلها فريزر)، ونجد بعضنا يقول "فنيان" والبعض الآخر يقول "فنيال"، وهذا حاصل في العربية أيضا إذ يصح أن نقول فنجان أو فنجال.
    وفي كثير من اللهجات العربية نجد هذه الظاهرة. فكلمة دهليز ينطقها البعض دهريز بالراء وهناك منطقة في عمان اسمها "الدهاريز". و"يا ليت" الفصحى تنطق في كثير من العاميات بالراء "يا ريت". وفي بلاد الشام يقول البعض "بلكي" (بمعنى ربما) وينطقها البعض الآخر بالراء "بركي". وكلمة "ضلفة" (كقولنا ضلفة الباب) ينطقها البعض "ضرفة" أو "درفة". والبعض يسمي الورل (وهو زاحف صحراوي) بالورر. "وكلمة "راح" ينطقها البعض في بلاد الشام "لاح". وسمعت في مسلسل سوري أحدهم يقول: "لاح أطلب". وفي المقطع المرفق نجد الشخص يقول "لحنا" وهي تحوير لكلمة "نحنا"، إذ تحولت النون لاما.

     وذات مرة كنت أتكلم مع امرأة تايلندية، وأخذت تقول "كلبون"، "كلبون"! وتساءلت ما هذا الكلبون! إلى أن فهمت من سياق الكلام أنها تعني "كربون"! وبعد البحث اكتشفت أن اليابانيين يخلطون بين اللام والراء أيضا، فينطقون بعض الكلمات تارة بالراء وتارة باللام دون أن يتغير المعنى. وفي هذا المقطع من مسلسل ماروكو الشهير، نجد الشخص يقول "ريراكس" أي "ريلاكس".

    وفي لهجات عربية مثل اللهجة المصرية وبعض اللهجات الشامية نجد اللام تتحول إلى نون كما في قولهم "إسماعين" أي إسماعيل، و"برتقان" أي برتقال، و"منيح" التي أصلها مليح، و"جون" التي أصلها "جول".

    وفي اللهجة المصرية في قولهم "امبارح"، نجد أن اللام تحولت إلى ميم، إذ أن أصل الكلمة "البارح". وهذه ليست ظاهرة حديثة. بل إن بعض أهل اليمن يقلبون لام أل التعريف ميما. فيقولون "امْسماء" أي السماء. وقد كلم الرسول صلى الله عليه وسلم نفرا منهم بلهجتهم هذه، فقال عليه الصلاة والسلام: "ليس من امبر امصيام في امسفر" أي "ليس من البر الصيام في السفر".

  • لُغويات كورونية

     2june2020 alrain p20

    (1) تكمّموا، لا تتمسّكوا! 

    أعجب من ممن يتمسّكون بكلمة "مَاسْك" في حديثهم اليومي. كيف فاتتهم دقة العربية التي تفرّق بين القِنَاع والكِمَام؟ في حين تستخدم الإنكليزية Mask للدلالة على القناع (وهو ما يغطي الوجه كله) والكِمام (وهنو ما يغطي الأنف والفم).

    أمّا الكِمام، فقد جاء عنه في لسان العرب: "الكِمَام، بالكسر، والكِمَامة: شيء يُسدُّ به فم البعير والفرس لئلا يَعَضّ." ثم تغيّرت دلالته وصار يستخدم للكِمَام الطبي المعروف. ولاحظوا أن الميم غير مشدّدة، فلا يصح أن نقول كمّام أو كمّامة.

    وفي الزمان الغابر، كان العرب يتّقون الغبار بالتلثّم. وهذه كلمة جميلة، ونستخدمها في لهجتنا الكويتية فنقول مثلا: "فلان متلثّم بغترته". جاء في اللسان: "اللِّثامُ: ردُّ المرأة قِناعَها على أنفها، وردُّ الرجل عمامته على أنفه". مهلا، هل قرأتم "قناع المرأة"؟ نعم، فالقِناع والمِقْنَعة عند العرب قديما هو "ما تتقنَّع به المرأة من ثوب تغطّي رأسها ومحاسنها" كما يقول المعجم. إذًا، كان القناع يُستخدم لما يُغطّى به الرأس تحديدا لا الوجه، وفي هذا شواهد عديدة، ليس هذا مجالها. ثم تغيّرت دلالة الكلمة (ورصد التغيرات الدلالية مبحث لطيف)، وصارت تدل على ما يُغطّى به الوجه -لا الرأس- لغرض الحماية (كأقنعة الحماية من الغازات أو أقنعة الأكسجين)، أو اللهو (كأقنعة الحفلات والأطفال)، أو أقنعة التمثيل، أو حتى أقنعة اللصوص!