(وقت القراءة: 1 دقيقة)
يبدو ان حماس الولايات المتحدة لاستثناء نفسها من ولاية المحكمة الجنائية الدولية سيتكرر مع دول أَخر اذا ما قـُدِّر للعالم ان يشهد محكمة دولية للجرائم الالكترونية يشمل اختصاصها ليس فقط المعاقبة على جرائم الاتجار الالكتروني بالمخدرات ، غسيل الاموال، الاباحية ، استغلال الاطفال جنسيا ، الابتزاز ، و التلاعب بالبطاقات الائتمانية، بل سيمتد الى التعامل مع قضايا القرصنة الفكرية ، حماية حقوق الملكية للتصاميم و الصور، حماية المعلومات من التداول من دون ذكر المصدر ، منع استخدام الانترنت في الغش الدراسي ، توحيد عقوبات الاختراق ، و الاهم من هذا كله امكانية التقاضي نتيجة للضرر ، و سلطة ايقاع العقوبات.
(وقت القراءة: 1 دقيقة)
ها هي العولمة تشرئب مرة اخرى لتعلمنا انها هي المنتصرة -و لو آنيا- ، و لتخبرنا ايضا -اذا كنا من السامعين ,  المبصرين- بأنها على دين من يطعمها.  فالشوارع المكتسية بالحمرة -ليس خجلا من كون العرب و المسلمين في ذيل كل قائمة الاحصاءات التنموية - بل احتفالا ب "يوم الحب "، "عيد الحب"، او "يوم فالنتاين" عربه كما تشاء، فلايهم كيف نعرب، طالما انا لا ننتج او حتى نجرب.
(وقت القراءة: 1 دقيقة)

رفعت حاجبي دهشةً وانا الاحظ التطابق اللفظي، والتناقض المعنوي بينهما، ولست ادري ان كان الامر بني على اساس الاشتقاق اللغوي فكان مصادفة بريئة، ام ان الامر فيه ربط متعمد. ما اعنيه هو الجناس المفارقي بين اسم رائد تقنية المعلومات العربية محمد الشارخ و«الشارخ» وهو تعبير يستخدم كمقابل عربي لكلمة crack وهو الآخر برنامج صغير يستخدم لقرصنة البرامج. فهل سمي «الشارخ» باسمه نسبة الى الشرخ الذي يحدثه في نظام الامان في البرامج، ام ان هؤلاء القراصنة يهوون استهداف العمالقة والرواد.

في عام 1982 اسس الشارخ شركة «صخر»، لتكون الرائدة والوحيدة لفترة ليست بالقصيرة في «حوسبة» اللغة العربية الا ان «صخر» غيرت نشاطها واتجهت من الحلول المقدمة للافراد الى الحلول الموجهة للمؤسسات والى المشاريع الانترنتية استجابة لازدهار الـ«ويب»، واستجابة ايضا وللاسف لعمليات القرصنة المستشرية التي تقتل روح المبادرة والمغامرة لدي اي مستثمر.

عمري يزيد عن «صخر» بعام واحد، وما ازال احتفظ بكومبيوتر الـMSX وبكثير من «الكارتردجات» Cartridges التعليمية والترفيهية لها التي كان من العسير قرصنتها ونسخها بعكس ما هو الحال الان مع الاقراص المدمجة. المخجل حقا في الامر اني كنت ممن استخدموا في يوم ما البرامج المقرصنة تحت ستار «محاربة الاحتكار» وان «حق المعرفة حق لكل مواطن ومن اجل ذلك كل الطرق مشروعة» و«جشع المنتجين» وهي حجج غير علمية يلوكها الكثيرون. ربما لاني لم اسمع صوتا او اقرأ كلمة او اطلع على فتوى واحدة تقول ان القرصنة سرقة، بل وحرابة وافساد في الارض واهدار لجهود ابداعية واغتيال لروح المُبادأة الاستثمارية تستحق قطع ايدي فاعليها.

نشاط «صخر» العجيب اسفر عن «عجيب» هي بوابة تقدم من ضمن ما تقدم خدمة ترجمة الكترونية من الانجليزية الى العربية والعكس، مما ادى الى تثوير الانترنت واتاحة الفرص لم لا يملك اللغة الا يحرم من جنى التقنية. ما يهم في عجيب ـ وبغض النظر عن التعقيدات الكثيرة حول الترجمة بين لغتين مختلفتي الاصل والشكل ـ هو ان «عجيبا» يلعب دورا سياسيا فاعلا في رأب الصدع اللغوي، الذي لطالما ولد قلة الفهم وقلة الثقة وسوء التصرف، هو محاولة وان لم تبد كذلك لاول وهله لحوار الحضارات. والقاعدة الاولى في الحوار الحضاري هي: لا تتقد دون ان تسمع وجهة النظر المقابلة و«عجيب» يوفر للطرفين فرصة سماع بعضهما البعض، والقاعدة الثانية: هي لا تنتقد دون ان تقدم البديل وهو دور يقع على عاتق المجتمع والامة في ان تكون ندا حضاريا.

جزء من الندية الحضارية، المساهمة والانتاجية. فالعولمة، والثورة المعلوماتية، التي افضل تسميتها بالوفرة او حتى النعيم المعلوماتي، ليستا اميركيتين. العولمة على دين من يطعمها، واذا اردنا ان نكون اهلا للندية فقبل ان ننتقد علينا ان نقدم البدائل وان نشرع في التكامل مع الاخ، والافادة منه. وجزء من نجاحنا في ذلك هو انتاج التقنية لا استهلاكها ببساطة لاننا عندما نستورد التقنية لا نستوردها «نيئة»، بل محملةً بقيم ثقافية شئنا ام ابينا، والحل الوحيد هو مجددا ان نقدم البديل بدل النقد والنقيق.

«صخر» تكيفت وتزداد صلابة يوما بعد يوم، وبشكل «عجيب» فعلا وعملا لا كلمة و«حرفا» وشقت طريقها الى «العالمية»، بتقديم البدائل وانتاج الوسائل. لكن ما زلنا نتمنى عليها ان تنتج العتاد التقني كما تنتج البرمجيات والحلول، لسبب بسيط هو اني كنت احلم في احد مقالاتي، التي نشرت في هذه الصفحة آنفا، انه وفي يوم ما سنتوقف عن تسميه «الكومبيوتر» باسمه ونستعمل كلمة «العاقول» لان من ينتج يختر الاسم ويصدر معه القيم والحضارة. ولاننا ان اخترنا ان «نعقل»، وان ننتج، وان نقدم الحلول فعلينا ان نكمل المهمة حتى النهاية، ولن يضرنا عندئذ ان نسمع شكوى بعض الشعوب من ان العولمة عربية اسلامية!

 

نشرت في جريدة الشرق الأوسط

الخميـس 21 شـوال 1423 هـ 26 ديسمبر 2002 العدد 8794

 

http://www.aawsat.com/details.asp?section=13&issueno=8794&article=143445

(وقت القراءة: 1 دقيقة)

يبدو ان حماس الولايات المتحدة لاستثناء نفسها من ولاية المحكمة الجنائية الدولية سيتكرر مع دول أَخرى، اذا ما قـُدِّر للعالم ان يشهد محكمة دولية للجرائم الالكترونية يشمل اختصاصها ليس فقط المعاقبة على جرائم الاتجار الالكتروني بالمخدرات، وغسيل الاموال، والاباحية، واستغلال الاطفال جنسيا، والابتزاز، والتلاعب بالبطاقات الائتمانية، بل سيمتد الى التعامل مع قضايا القرصنة الفكرية، وحماية حقوق الملكية للتصاميم والصور، وحماية المعلومات من التداول من دون ذكر المصدر، ومنع استخدام الانترنت في الغش الدراسي، وتوحيد عقوبات الاختراق، والاهم من هذا كله امكانية التقاضي نتيجة للضرر، وسلطة ايقاع العقوبات. كم هو جميل ان تصبح الانترنت جزءاً من الحل لا من المشكلة كما هو الوضع حاليا، فتنجح او تساهم على الاقل في حل ما فشل العالم في منعه لقرون : القرصنة الفكرية.
ومحكمة لهكذا امور لا استطيع الا ان اراها «انترنتية»، لها موقع متعدد اللغات (وهذا سيشجع حتما ترجمة المصطلحات التقنية) يمكن للزائر ان يقدم شكوى لمركز التظلم فيه، او ان يسجل براءة اختراع، او تصميم او منتوج فكري او كتابي/ او صورة فوتوغرافية او لقطات فيديوية في «الشهر الفكري الإلكتروني» ـ على غرار الشهر العقاري ـ فيحصل على «براءة فكر» يحق له على اساسها مقاضاة من يحاول ان يستولئ على ما ابدع.


الموقع ـ المحكمة سيحوى قاعدة بيانات بكل ما ادرج فيه من ابداع للفكر البشري، تتيح للجميع البحث. ولن يفيد هذا الاساتذة في مراقبة ما يصلهم من الطلبة او ارباب العمل وحسب، بل سيمتد بالتأكيد وبصورة أهم وأوسع ليفيد البشرية جمعاء، فالفكر لا يسمى فكرا الا اذا دوّن، ولو لم يُدون فكر اليونان لما كنا سمعنا بشى اسمه ديموقراطية. وهنا سيتحول الموقع ـ المحكمة من جهة قانونية قضائية تحاكمية الى جهة توثيقية تجميعية للابداع البشري وقد يتوسع دورها الى جوانب تثقيفية تعليمية بسبب ما تحفظ من مخزون ونتاج.
والتعدي الفكري الإلكترونى قد يكون بان ينقل احدهم بضع فقرات كتبها شخص وينسبها لنفسه، كما كان ولا زال يحدث في العالمين الطبيعي والالكتروني، وقد يصل الى ان يقرصن احدهم موقعا كاملا يغير فيه بعض الشيء وينسبه لنفسه، وقد «يتظارف» ويتهم المصمم الاصلي بأنه هو الجاني. الاسرع منهما الى «الشهر الفكري الالكتروني» هو الفائز، أو لم ننتقل من عالم من يملك ومن لا يملك، الى عالم من يسرع ومن لا يسرع.


السؤال : أليس من ابرز مساوئ الانترنت او ربما ميزاتها - السرية وامكانية التخفي. لا حل اذا سوى ان يكون في الدولة «المؤكترنة» نسبة الى الكتروني ـ لكل مواطن دخول مجاني للانترنت وله رقم هوية او بصمة الكترونية تسجل كل التحركات المريبة من جهة، وتكون المسمار الاخير في نعش البيروقراطية من جهة اخرى. لكن المشكلة هنا ان الدول القمعية قد تستغل ذلك لتعرف كل كبسة ونقرة لمواطنيها، ونعود عندها للمربع الاول من القمع والمنع والرقابة وهنا بحجة القانون، فلا صوت يعلو فوق صوته.


قد توافق كثير من هذه الدول على هكذا فرصة للتنصت المبرر قانونيا، لكن علها تحجم عندما تعلم بأكلاف «الأكترنة»، فضلا على انه سيكون على القانون ـ كونه مصاغ عالميا لا محليا ـ ضمان السرية والحرية للمواطنين، الا في حالات محددة يكشف فيها ما احتيج اليه من معلومات لخدمة القضاء، ويحق للمواطن التظلم اذا كسرت الدولة السرية في حاله غير مبررة. وهنا ستستميت الكثير من الدول في استثناء انفسها من الانضمام، حيث ان عليها القبول بالأكلاف والقبول ايضا بالقيود على كسر السرية، فيكون النزر اليسير من القدرة الكشفية المقننة والمؤسساتية صفقة خاسرة لدى العديد منها.


التحدي الاساسي هو توحيد القوانين عالميا، فلو قُدِّر لموقع مثل Napster الوجود في دولة اخرى ربما لنفذ بجلده ـ او بميغابايتاته على الاصح ـ مما حصل له، وهي وسيلة لم يسعفه الوقت للتحايل بواسطتها. لكن ولسوء الحظ توحيد قوانين الجزاء الالكترونية سينقلنا الى معطيات سياسية قد تعيق العملية بشكل او بآخر. لكن في حال تخطي العالم هذه الخطوة ـ ربما بانشاء تكتلات قانونية الكترونية لمناطق اقليمية تتبع ذات قانون الجزاء الالكتروني في ما بينها ـ عندها ربما سنجد «انتربولا» الكترونيا في يوم ما. لكن هل على "التكتل" او "الكيان" هذا ان يكون باكمله جهدا رسميا حكوميا؟ لم لا يكون على الاقــــــل جزءٌ منه وهو "الشهر الفــــــكري الالكتروني" جهدا لمؤسسة تهدف او لا تهـــــدف الربح، في حـين يُترك الجانب الجزائي العقابي لجهود الحكومات، وهو امر قد يستــــغرق سـنوات. ومحاولات لقرصنة وتقليد هكذا مشاريع واعدة ستكون على الرحب والسعه، لكن لا تنسوا ان الحقوق الابداعية لهذه الفكرة هي لكاتبة هذا المقال والا سأضطر عندها ان اكون اول المتقاضين! مدهش كيف انتقلت البشرية من توثيق نتاجها على الرَق وهو جلد رقيق كان يدون عليه قديما ـ الى رقاقات الكترونية مجهرية. ولكن وعلى الضفة الاخرى، مؤسف ان يَجْهَد نصف العالم في صنع هذه «الرقائق» في حين يكتفي النصف الاخر باكل"رقائق" البطاطس والتبرم والنقيق حول «المؤامرة».

 

نشرت في جريدة الشرق الأوسط، الخميـس 30 رمضـان 1423 هـ 5 ديسمبر 2002 العدد 8773

 

http://www.aawsat.com/details.asp?section=13&issueno=8773&article=140522

(وقت القراءة: 1 دقيقة)

 

الصورة البانورامية لثورة المعلومات في العالم تنذر -و بقوة- ان "خير جليس " قد بات مهددا بفقدان مركزه امام امواج من المعلومات الدافقة التي يتدافع "الملاحون Navigators – بالمصطلحات التقنية – كي يمخروا عبابها. اما في العالم العربي- لسوء الحظ او لحسنه- قد يكون الامر مختلفاً . فسواء أ هبت رياح الثورة المعلوماتية ام لم تهب ، لاخوف على القراءة ببساطة لان الامر -على ما يبدو- كما قال وزير الخارجية الامريكي الاسبق "هنري كيسينجر" : "العرب لا يقرأون " . بعض الظرفاء يضيف " و اذا قرءوا لا يفهمون ، واذا فهموا لا يطبقون ، و اذا طبقوا لا ينجحون " !

لماذا لا تشكل القراءة هما اساسيا و خبزا يوميا للانسان العربي ؟ و لماذا لا تكون عبادة يومية امتثالا لاول أمر في القرآن الكريم في اول آية من كتاب الله عز و جل  "اقرأ باسم ربك الذي خلق" التي تقدمت على غيرها من الاوامر التعبدية و الاستخلافية  ؟

اعتماد العرب على الشفاهة  لفترة طويلة من تاريخهم اقصى اهمية الكتابة ، الكتاب ، و من ثم القراءة -مستثنين عصور الازدهار التي وجدت دعامة من الدين تحثها على التميز -. نظرة استطلاعية استقرائية لتاريخ المجتمعات العربية تشفي فضول النفس . فدور المؤسسات الاجتماعية "التجمعية " كالمقاهي و "الديوانيات " التي اضطلعت - و ربما لا تزال كذلك - بدور "المراكز الاعلامية  لنقل المعلومة و العلم على حد سواء ، مما قلل من اهمية الوسائل المطبوعة بشكل او بآخر. كما ان وسائل التعليم هي الاخرى اعتمدت على  الشفاهة بصورة او بأخرى في العديد من فترات التاريخ العربي. و رغم عمليات التحديث و ظهور التعلم النظامي ظلت هنالك فجوة بين مصادر التعليم الرسمية في المدارس التي تعتمد على المكتوب من العلم بالدرجة الاولى و  بين مؤسسات التنشئة الاخرى  التي اعتمدت في اغلبها على الشفاهة في توصيل العلم و المعلومة.

اما لدى الشريحة التي يفترض ان تكون الاكثر قراءة و هم الطلبة ، فقد تصور او صُـوِر الكتاب – شعوريا او لاشعوريا- في ذهن الطالب على انه "البعبع " الذي عليه ان يحفظه – فهم محتواه ام لم يفهم – ثم يرميه في سلة المهملات بعد انتهاء العام الدراسي ! شكرا لانظمة التعليم التي -و للاسف- لا يزال بعضها يتبع اسلوب "الحلقة المفرغة "التي تبدأ بالحفظ و تنتهي به متخذة من الكتاب رمزا لها  فيكون الكتاب الضحية و كذلك الطالب الذي لن يكون قادرا على بناء علاقة سليمة مع الكتاب بعد ذلك. المسألة اذا – بغض النظر عن الاستثناءات –  متأصلة في المجتمعات العربية على المستويات التاريخية ، المؤسساتية-التعليمية ، والطلابية-الفردية .

حتى لا اكون من لاعني الظلام دون ان اشعل شمعة ، ارى بان امواج التغيير الالكتروني هي الفرصة الانجح و الانجع لتصحيح هذه التراكمات . فليُشجع الصغار و الكبار على حد سواء على القراءة على شبكة الانترنت عوضا عن المصادر التقليدية للقراءة .. و لتوضع اللبنات الاولى ل"دار الحكمة " مرة اخرى ، و هذه المرة في فضاء "السايبر" عوضا عن مكتباتنا العجاف المقفرة التي لا تشبع الفضول و لا تسد جوع المعرفة ...و لينتقل "مختار الصحاح " و "الوسيط " و "المنجد" الى الانترنت ، و لتتم "اتمتة " امهات الكتب و "بناتها " . فلنتفتح "اودية السيليكون " لشبابنا المهاجر حتى لا نكون امة "تأكل مما لا تزرع و تلبس مما لا تصنع " و "تتترنت " بما لا تبدع . عندها فقط نكون قد علمنا ان الحرب القادمة هي حرب ادمغة  ، و عندها فقط نكون قد اعددنا لهم ما استطعنا من "قوة"  بدلا من ان نكتفي فقط باستيراد "رباط الخيل " !

(وقت القراءة: 1 دقيقة)


كم سنكون ظلومين و فاقدين لحس الاتجاه ساعة نصر على دعوة ما يشهده العالم الان ب "لجة معلوماتية " و "انفجار معرفي " " و ثورة معلوماتية "  و” الجحيم المتواتر من المعلومات”. الم تنفك البشرية بالامس تمارس القلق المكرور ليل نهار حول اهمية العلم و نفاسة المعلومات ، و حول اهمية تطوير السبل لزيادة المعرفة الانسانية ؟  أ الان اصبحنا في "لجة" ؟

احد التعبيرات غير الدقيقة ايضا " للوفرة المعلوماتية " في عالمنا هو "ثورة المعلومات " و هو تعبير سلبي للتنصل من المسؤولية يصور ما توصلت اليه البشرية على انه ثورة مباغتة، و كأننا لم نسع و نقاس سعيا وراءها، و كأنها "نبت شيطاني " برز ، نعالجه اما بقتله و اما بتجاهله و كلا المقاربتين فاشلة.

هل انتقلت البشرية من مشكلة لتقع في اخرى ؟ قبل سنوات كان الوضع  "نقصا" و "جوعا" و "عوزا" و "قصورا " معرفيا مقفرا و مدقعا . هل اصبح الان تكاثر المعلومات هو المشكلة لا شحها ؟ ام انه التعامل السلبي و عين السخط التي تبدي المساوئ تبرما و"ضيق عين" لا طموحا ؟

طلب المعرفة و الفضول جزء من الروح التي نفخها الله تعالى فينا ، ها نحن الان نحاول قمعها عوضا عن البحث عن وسائل للتعامل معها و التمتع بجناها . ثم اليس طلب العلم – دينيا و دنيويا - جهادا ، و مذاكرته عبادة و تسبيحا. الم يكن اول امر تعبدي و استخلافي هو " اقرأ " ؟  أ الان لا نريد ان نقرأ بعد ان اصبح بامكاننا ان نقرأ و نقرأ و نقرأ ؟

لا لتحديد نسل المعلومات ، و  بدلا من "النقيق " علينا التفكير في طرق مبدعة للتعامل معها . الخيارات- و ان كانت صعبة خاصة في الجزء الذي نعيش من العالم - بيد ان علينا لا نقبل الا ان نكون عادلين معها . ثقافة المبادر و ثقافة الضحية هي ما يفرق بين الامم في تعاملها حتى لا تغمرنها "اللجة" فنسقط غير مأسوف عليها في "جحيم الجهل". العلم قوة ،و العلم المدون قوى مضاعفة ، و العلم المنتفع به المعمول به صدقة جارية بل و قوة عظمى !