(وقت القراءة: 1 دقيقة)

مقولات مكرورة:

1- " الأمر بالحجاب كان موجها لزوجات الرسول صلى الله عليه وسلم"

2- " الحجاب المقصود هو تغطية الجيب، تغطية الشعر كانت عرفا لدى العرب"

3- " الحجاب فرض للتميز بين الحرة والأمة، وهو أمر غير موجود حاليا، وداعا للحجاب اذا!"

4- "يا ستي، الحجاب حجاب الروح، دعونا نتنفس!"

(وقت القراءة: 1 دقيقة)

لست ادري ان كان هذا كسلا ام تكاسلا، جهلا ام تجاهلا من اعلامنا العربي ،و اعني بذلك خطب الجمعة التي نشاهد على شاشاتنا.

خطبة الجمعة فريضة دينية و لُقيا اسبوعية لتجديد الايمان و العقل و العلم فهل المواضيع المكرورة التي حفظناها عن ظهر قلب -على اهميتها و مفصليتها في ايماننا -هي الوحيدة في الكون التي على المسلم ادراكها؟ و هل من مستلزمات خطبة الجمعة ان يكون اداء الخطيب مملا حتى المرارة ؟

الجانب الجيد في الامر هو الدعاء ، لكن لم ندعو على النصارى هكذا دون تمييز لمعاهد منهم و محارب ؟ و هل المحاربون من النصارى هم وحدهم يعادون الدين؟ لم لا ندعو لهم- و لغيرهم -عوضا عن ذلك ؟

لست من لاعني الظلام دون ان اشعل شمعة ، لكن قد يأتي يوم -ربما قريبا- تنتقل فيه خطب الجمعة الى فضاء "السايبر" ، فيجتمع المسلمون في المسجد لكن كل مع "عاقوله" ( و هي تسميتي المقترحه للحاسوب) المحمول ليسمع الخطبة من شيخه المفضل و يرفع يديه بالدعاء ثم يؤدي الصلاة مع المجتمعين بامامة  احدهم. تقنية المعلومات تفرض تحديا غير تقليدي امام وسائل الاعلام و خطابها ، و اذا لم تتأقلم فان البدائل مفتوحة للمبدعين للالتفاف على القيود .

و الي ان يتحقق ذلك ( اما استجابة وسائل الاعلام و اما خيار المبدعين ايهما اسبق ) ، ارفعوا ايديكم معي بهذا الدعاء:

اللهم نسألك باسمك الاعظم ان تمحق كسلنا و جهلنا. اللهم  علمنا ان نعلم و نعمل ، و ان نغير ما بانفسنا حتي نقدر ان ندعوك بان تغير ما بنا.

اللهم عليك بالمحاربين لدينك -بغض النظر عن مللهم - و اهدهم ان قرروا الهداية .

اللهم اهد "يوكو" و "مارتن " و "هيلدا" فهم لا يعلمون ، و اهدنا اللهم ايضا رغم اننا نعلم و لا نعمل .

(وقت القراءة: 1 دقيقة)

يحكى ان – و هي طرفة تصورية – ان مركزا لدراسات التنمية اراد استطلاع اراء اطفال حول مشكلة الغذاء ، فصاغ سؤالا يقول ( هلا اخبرتنا عن رأيك في مسالة نقص الغذاء في العالم من فضلك ) و قام ببعثها لعديد من الاطفال حول العالم ، الا ان الجميع ذهل عندما عادت معظم الاوراق بيضاء من غير سوء .

فتقرر عندها تشكيل لجنة تبحث في الموضوع . و عندما ذهب مندوبو اللجنة الى الاطفال العرب ليسألوهم عن سبب احجامهم عن الاجابة فاجابوا " لم نفهم ماذا تعني كلمة رأي " ، و عندما توجهت الى افريقيا اجاب اطفالها " و ماذا تعنون بكلمة غذاء؟" اما في اوربا فبرر اطفالها استعصاء الاجابة عليهم بجهلهم بمعني مصطلح نقص الغذاء .و في الولايات المتحدة لام الاطفال عدم معرفتهم بمعني كلمة العالم ، اما في أمريكيا الجنوبية حار الاطفال في معني عبارة من فضلك !

لا اقصد شيئا مهينا او عنصريا من هذة الانماط المقولبة حول الامم فلست انا من ابتدع هذة الطرفة . لكن الم يكن اجدى لو جمع الاطفال معا ليفكروا و يجيبوا مجتمعين.

عندها سيصادف الطفل الأمريكي معنى كلمة العالم و بالالوان ، و سيتعلم العربي عمليا ما هو الرأي و سيضطر الجنوب امريكي الى التعرف و استخدام عبارة من فضلك ، اما الاوربي  و الافريقي  فسيحلان جهلها لان الامر تعرف باضدادها فسيعرف الافريقي معنى الغذاء و سيشرح عندها مشكلة نقصه – او انعدامه -للاوربي .

الم نخلق شعوبا مختلفة لنتعارف قبل ان نتصارع فنصدم و نختصم. اليس من العدالة ان نسمع للاخر و نعلمه و نتعلم منه قبل ان نجرمه و يجرمنا فنحرمه او يحرمنا من فضيلة الاختلاف؟

(وقت القراءة: 1 دقيقة)

جمالي او حتى قبحي شأني الخاص. فلا شئ اكثر ظلما من ان تقيَّم و يحكم عليك من شكلك الخارجي ، فتَّقدر و تُشكر ان كنت جميلا – وفرت كفاءتك او عدمت- ، و تعاقب و تحتقر -بدلا من ان ينظر الى كفاءتك- ان لم تُمْتِع مؤهلاتك الشكلية الاعين.

العالم - تشرّقَ او تغرّبَ - اثبت و بجدارة - للاسف- على مدى التاريخ انه حكم ، و يحكم و سيحكم على المرأة من خلال شكلها . فامام المرأة اذا خياريان احدهما مر و الاخر لاذع . فاما ان تقبل راضية بمعيار الحكم الشكلي الاعوج الاهوج ، و اما ان تختبئ في قمقم، او صندوق او أي شئ آخر لئلا تهدر كرامتها .

المعايير غير العادلة في تقييم المرأة بحسب مظهرها اثارت ما اثارت فلسفيا ، نقاشيا ، بل و حتى جدليا ، الا ان الطرح الاسلامي للمسالة ما فتئ - نظريا و عمليا على حد سواء - جاذبا اذا امعنا النظر و اصخنا السمع و احسنا الفهم.

فلسفة الحجاب في الاسلام هي تحرير للمرأة ، و اكسابها الحق في ان تكون منتجة و مبدعة و ذات دور كما شقيقها . و لو كان الاسلام من منادي حبس المرأة - الخيار اللاذع- لما فرض عليها الحجاب اصلا ، و ما حاجتها له طالما انها ستحتجب في قمقمها كمداً او خوفاً من الاعين الجائعة . فلسفة الحجاب اذا هي احلال للمعايير الغابنة للمرأة بمعايير عادلة تُقيّم المرأة على اساسها كانسان منتج ، متساو في الكرامة الانسانية مع الرجل و من ثم له الحق في الاحترام و في تقييم اعدل و افضل .

الحجاب ليس زياً و حسب ، بل اسلوب تعامل ، و انتقاء فذ لكل حركة و سكنة ،  ابتداءا من المشية و مرورا بمواضيع الحديث و انتهاءا حتى بنبرة الصوت ( فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً) ، و هو جزء من نظرة الاسلام لدور المرأة المنتج في الكون في شراكتها مع شقيقها الانسان ، فعلم الله انها ستلقى ذوي السقيم من القلوب و ذوي السوي منها و من هنا كان عليها ان تجبر سقيمهم -امراً لا فضلاً - على احترامها . فلا يملك عندها ذوي النظرات الساغبة سوى ان ينظروا الى الفكر و الانتاجية و الابداع ، الى الانسان لا الى الجسد .

ليس على اؤلئك اللائي يطمحن ان يكن حرات او قويات او منتجات ان "يخشوشن " ، و لا ايضا  ان يخرجن الى الحياة شبة عاريات. بل عليهن ان يعلمن و يفخرن بان ما فرض عليهن -كامر تعبدي حقه الطاعة- ، ليس لقمعهن – لانهن حبائل الشيطان - بل حل عملي ناجع لاعادة "انسنتهن " و متطلب مفصلي المشاركة في الدور الاستخلافي، بدلا من خيارات  المجعجعات و المجعجعين بلا طحين .