(وقت القراءة: 1 دقيقة)

 

ما اختلف النقاد حول فن من فنون النثر الأدبي مثلما اختلفوا حول نوع جديد من القصة هو فن القصة القصيرة جدا الذي آثر بعضهم أن يرمز له بالحروف الأوائل لاسمه(ق.ق.ج) ذلك أن بعضهم وجده مخالفا للأصول الفنية لفن السرد سواء كان قصة قصيرة أم قصة أم رواية،وتعاليا عليها،وغرورا بما يقدمه كاتب ال (ق.ق.ج)من مفاجآت سارة أو غير سارة،وتعامل مع المألوف  بصياغات  غير مألوفة هدفها مفاجأة القارئ أيا كان مستوى فكره ،وحصاده النفسي والثقافي والاجتماعي...لهذا وغيره من الدوافع والأسباب رفض عدد من كتاب فن السرد العرب هذا النوع من السرد الذي-في رأيهم- يخلو  من معالم السرد والقص والحكي ، ويتجه نحو السخرية مما هو سائد في عالم القص ، وفي عالم الفكر ، وفي عوالم الواقع، على نحو ما عرف عن الرائد الكبير نجيب محفوظ الذي رفض هذا الفن  المدَّعى مرة واحدة ولم يكرر هذا الموقف التزاما منه بفضيلة الصمت التي عرف بها.
     هذا الرفض يذكر بموقف نقاد الشعر من قصيدة النثر أو الشعر المنثور،وقُبَيْلَه الموقف من شعر التفعيلة اللذين رفضهما النقاد الرواد رفضا قاطعا،ثم تساهلوا في الموقف من شعر التفعيلة لما فيه من وشائج قربى من عمود الشعر. من هؤلاء عباس العقاد الذي  قدم له الأديب والشاعر  السوري علي الناصر، وهو طبيب نفساني، ديوانه الأول الذي ضم قصائد عمودية ، وأخرى من شعر التفعيلة، وكماً من قصائد النثر ،كان بها من أوائل من نظموا في مثل هذا النوع  قبل السياب والبياتي ودنقل ،وكان  بعنوان(قصة قلب)(١) وكان موقف العقاد، رئيس لجنة الشعر في مصر، أن رفضه وحوَّله إلى لجنة النثر!!
     والحقيقة أن مواقف النقاد كانت محل تقدير من القراء  والنقاد معا إلا قليلا من النقاد خاصة أيدوا  الميل إلى التجديد وإبداع فنون جديدة في عالمي الشعر والنثر، وكان أكثر هؤلاء ممن أيدوا فن القصة القصيرة جدا شريطة أن يكون فيه تزاوج بين الحدث ، أيا كان حجمه وقَدْرُه، والفكر الذي يحمله إلى القارئ...
    بهذا الشرط تهاوت أرتال ما كتب من قصص قصيرة جدا قدمها أصحابها بدوافع لامنطقية؛فمنهم من كتب بدوافع إثبات القدرة  على ذلك،ومنهم من كتب تقليدا لمن عرفوا في عالم هذا الفن، ومنهم من كتب ليسخر من هذا الفن السهل الرخيص وفق دعواه...وهكذا انتهى اكثر هؤلاء إلى التوقف لأنهم في الأصل دخلاء على هذا العالم الجديد،لم يوغلوا في عوالمه، ولم يطلعوا على رواده  الأوائل سواء كانوا من الغرب أم من الشرق ، ولم يطالعوا أصوله  ونماذجه الرائدة، فجاء ما كتبوه بعيدا عن الأسس العلمية للنقد الأدبي(٢).
    إن جلَّ ما كتبوه في مجال الشعر ، وأسموه الشعر  المنثور،إنْ هو إلا خواطر أدبية جميلة اللفظ، عميقة الفكر، فيها شيء رائع من طبيعة الشعر، ولأصحابها مكان الريادة ، ولكنها تبقى في عالم النثر،الذي ولدت فيه، ولم ترتق إلى عالم الشعر، وما أظنها ستكون كذلك، وإلا خرجت عن طبعها وطبيعتها النثرية الرائعة...أمافن القصة القصيرة جدا ففن نثري، ولم يدَّعِ رواده تغيير الإهاب، والدخول  إلى عالم الأدب بإهاب جديد... وما قدمه  كتاب ال( ق.ق.ج) خير دليل على ذلك،وأعني الكتاب المتعمقين  في عوالم هذا الفن ، المؤمنين  به بصدق، المبدعين  فيه عن قناعة وحب ودراية، لا عن مجرد الرغبة أو التحدي أو التسلي والسخرية...
    من هؤلاء على مستوى الكويت ،الكاتبة المبدعة ( حياة الياقوت)التي قدمت عددا من الأعمال الأدبية القصصية والروائية ، ثم أقدمت على محاولتها الجريئة الجادة  في مجال القصة القصيرة جدا  من خلال كتابها هذا الذي آثرت له الكاتبة عنوان ( نتف) ...أقول ( كتاب) وهو يستحق هذا اللفظ،كما يستحق مصطلح ( قصص قصيرة جدا ).. وسنأتي على ما يؤكد هذا ...


نتف: قصص قصيرة جدا


   تقع هذه المجموعة القصصية في مئة  وثمانين صفحة من القطع الصغير ، وتحتوي من ال ( ق.ق.ج) على مايقارب هذا العدد على وحه التقريب ، وأصدرتها دار ذات السلاسل في الكويت سنة ألفين  وسبع عشرة للميلاد...أي قبيل أشهر من اليوم...فهي بهذا أحدث إصدار لهذه الكاتبة الجادة بحق.
    ويمكن الدخول إلى عالم هذه المجموعة/الكتاب من خلال (الشكر النزق) الذي يعبر عن موقف الكاتبة من أشرار  العالم حيثما كانوا من الأرض:"...إلى الأشرار في هذا العالم ، لولاكم ما وجدت شيئا أكتبه هنا!!"...وهو هنا بمثابة الإهداء المر إلى عالم أشد مرارة رغبة في الخلاص.
    إهداء أقل ما يقال فيه:إنه موقف مفكر آثر الحياة الآخرة على الحياة الدنيا،واتخذ من كشف الفساد قربى إلى خالق الإنسان على سبيل الأمل والخلاص،لكن الكاتبة أفادت من الشر السائد فائدة كبيرة لاشر فيها،إذ لولا شر الأشرار ما كانت هذه الصور التي قدمتها تحت عشرة  عناوين عامة ، هي: بطبيعة الحال، ومقتمع، وخرافات خرافية، ودجل/جدل،وظاهر وباطن، واستفساد، وإيمان وجحود، وتزيين/ تزييف،ونسوة،ومستفشى.وقدمت تحت كل من هذه العناوين عددا من الصور الناقدة على شكل قصة قصيرة جدا،تقوم كل واحدة منها على حدث واحد،يبدأ لينتهي أحيانا، وأحيانا يبدأ ولكنه لا ينتهي...وقد لاتكون لها بداية واضحة لأنها من الشر الذي ولَّدته أفاعيل الإنسان منذ أن قتل قابيل هابيل وإلى اليوم، وربما إلى يوم القيامة...
    هكذا تبدو هذه المجموعة أو المجاميع القصصية التي يمكن تحويل هيكلها العام إلى كتاب ذي فكر ناقد للحياة الإنسانية،ولأعمال الإنسان السلبية غالبا، كتاب يمكن تسميته
(المدينة الفاسدة)بدلا من المدينة الفاضلة التي لم  يتحقق وجودها إلى اليوم منذ دعا إليها أفلاطون والفارابي من أرباب الفلسفة الآملة بالخير... لكن الكاتبة لا تدعو إليها، بل تقدم ما تراه من صنع الإنسان،متأثرة به على سبيل الأمل الكبير بتحقيق الإنسان حلمه الحقيقي بمدينة فاضلة طيبة، يجمع بين أهلها الخير ، ويوحدهم الإيمان بالله، وبالحق، والفضيلة، والجمال إلى يوم القيامة.
    هذه الصورة قد تتهم الكاتبة بالتشاؤم ، ولكن الحقيقة أن الكاتبة صورت سواد الأشرار، وسوء أعمالهم بروح منفتحة على الخير لتقود صاحب أو صاحبة  السر إلى بقعة ضوء تكشف فيها ذلك السوء ، وتدعو إلى إقامة بديل الخير مكان ذلك الشر المقيم.
    هذا ماتنطق به المجموعة كاملة، بأبوابها العشرة  التي يعد كل منها مفتاحا إلى حال إنسانية فيها من الشر مافيها، ومن الأمل بالخلاص بالانتقال إلى عالم فاضل لم ترسم الكاتبة صورته ولكنه الحلم المرجو من وراء رصد جزئيات كل باب من هذه الأبواب.
   وهكذايمكن السير بخطوات  وئيدة في  محراب كل  باب أو عنوان رئيس؛ فالأول (بطبيعة الحال) صورت جزئياته  عالم الشر من خلال مجاميع  الحشرات والبهائم والطحالب والمستنقعات الآسنة ، والنمل...ترمز كلها إلى أفعال إنسانية تخلو من الطابع الإنساني المأمول ؛ففي ( الخصم والحكم)هذا العنوان المستمد من التراث الشعري العربي( وأنت الخصم والحكم) ينبري الرحالة ليتخلص " من الطحالب العالقة بقدميه، ويهش الذباب المتخلف ، ويتوعد : أيها الذباب البغيض ، أيتها الطحالب القذرة، هلاكك على يدي؛ لأشكونك إلى حاكم هذه الغابة ، وليستأصلن شأفتك...طاف بجميع حيوانات الغابة، بل وجماداتها، وكلها أكدت له حقيقة ثابتة  واحدة:الحاكم الفعلي للغابة هو المستنقع"(٣).
   وصور الثاني (المقتمع) بعض نماذج الحياة العامة، تستوي فيها حياة القمع السياسي والقمع الفكري والقمع الاجتماعي معا، الأمر الذي جعلنا نرى فرعون الجديد، ونماذج للأبوة والبنوة تخالف ما يجب أن تكون عليه، ولخطر التلفاز،والتشريع، والموبايل...حين تتحول إلى أدوات قاسية للقمع والقهر وسوء المنقلب والتربية ، من نماذجها:" وقف أمام القاضي يحاجُّ مطالبا بإلغاء الغرامة التي تلقاها بسبب قيادته السيارة تحت تأثير الكحول...الخطأ خطأ القانون يا سيدي، هو الذي أباح بيع الكحول لي ، وهو الذي سمح لي بأن أسكر. عندما اتخذت قرار قيادة السيارة كنت في حالة سكر، لم يكن علي حرج، هذا القانون متناقض وفصامي!".(٤)
   أما الثالث ( خرافات خرافية ) فبنته الكاتبة على معطيات مستمدة من عالم الأنثى أو المرأة ومافيه من ملامح القهر التي تتعرض لها في مختلف أطوار حياتها، وملامحها، ومايستجد في عالمها، وهذا  ما توحي به عناوين مثل:( من مذكرات سندريلا المقهورة) و( من مذكرات سندريلا الخبيثة) و( ..سندريلا البسيطة)و ( واقع موجع)....وأكتفي ب(الجميلة والوحش: النسخة الواقعية) وفيها: " كنت أنا على الطرف الأقصى من الجمال، وكان  هو على الطرف الأقصى من القبح، كنت أنا الشمس ، وكان هو  كومة من النار تأكل بعضها"(٥).... وهكذا تبني الكاتبة كل قصيصة على حدث مفاجئ ، أو فكرة مفاجئة، أو قلب لصورة الواقع ، او البدء بما هو مخالف للحقيقة وصولا إلى الصورة الحقيقية.
   والأمر نفسه فعلته في سائر الأبواب؛ ففي الباب الرابع( دجل: جدل) تقوم القصص على ما يوحي به هذا العنوان؛ فالجدل قد يقود إلى الدجل ،والعكس صحيح؛ ففي قصيصة( استثمار العصر) ينصح المستشار صاحبه وقد طلب منه  أن يدله على خير  ما يستثمر  فيه ملياراته،فأحابه بثقة بالغة : " صناعة الوهم"(٦).وهكذا تبني  جلّْ مافي هذا الباب أو العنوان على ما قلنا أو على الوهم والتوهم ، على نحو ما جاء تخت عنوان( وجود بالقوة):"استودعته سؤالها، وثلاثة أشهر من السفر كي تحصل على جواب سؤالها، رمقته بعينيه المشتعلتين غضونا، المتهدل فوقها حاجباه الأشهبان، وأجاب السيخ الحكيم : طبعا الحب موجود يا بنيتي ... موجود في خيالك!"(٧).
   ثم حلا لها أن تخصص بابا  لأخطر موضوع إنساني ، هو النفاق الذي أحسنت  اختيار  عنوان ( ظاهر وباطن) له ليوحي بالموضوع ويكون بوابة القارئ إليه، ولعل أبرز ما يشد هنا تناولها موضوع النفاق ( في صدر الأخرس) ...لنقرأ معا قصيصة ( الدرك الأسفل من النفاق) . تقول:" يقف قرب شباك اليتيمة في البيت القدبم جدا، حيث لا عوازل تحجب الصوت، يقيء ما في قلبه متظاهرا أنه يتحدث بالهاتف تارة ،أو زاعقا في ابنه تارة أخرى...بعد دقائق يرتدي أجنحة الفضيلة  ويغرد في تويتر: اشتمني كما تشاء فقرب كتفك رقيب عتيد!"(٨).
   فإذا كان النفاق وما شابهه من سلبيات صورا من صور الفساد، فقد شاءت حياة الياقوت أن تتناول صورا من الفساد تحت عنوان (استفساد) مركزة على( الواسطة) هذا اللفظ الجميل الذي يعني الجوهرة الكبيرة التي في عقد اللؤلؤ ، ولكن سوء استعماله أعطاه أقبح معنى ...تقول في قصيصة ( الرحى):" ظلت الرحى تدور وتدور دون  أن تخرج إلا القليل من الطحين. بحثوا عن اسم لهذه  الرحى شبه العاقر ، وبعد مباحثات طويلة قرروا تسميتها  الدورة المستندية.(٩).
   وهكذا تستمر الكاتبة حياة الياقوت في ولوج عوالم من الفكر على طريقة القصص القصيرة جدا، فتدخل عالم الإيمان  والجحود، لتقدم صورا مبتكرة العرض، تثير الإعجاب، وتدفع الناقد إلى تقدير قدرتها على المزج بين قوالب القصة القصيرة جدا، الأمر الذي جعل هذه المجموعة مقبولة إلى حد كبير لدى جمهور القراء.
   وقريب من هذا باب( تزيين/ تزييف) ثم باب( نسوة)الذي قدمت فيه لقطات من عالم المرأة والأنوثة ، ولكن تغلب عليه السلبية ، على نحو ما نلمس في قصيصة ( عاطفة) حيث تقول:"رفع ذقنه  وهز كتفيه مستهزئا وهو يقول: المرأةتغلب عليها العاطفة. طبعا يجب أن تغلبها العاطفة وإلا كيف سيمكنها أن  تتحمل أبناءك؛ الخنازير الصغيرة التي  تصرخ وتوسخ؟!.رد عليه أثاث البيت بغضب"(١٠).
أما الباب الأخير فقد جاء تحت عنوان (مستفشى) وهذا قلب مكاني لحروف (مستشفى )، وهو يدل  بشكل واضح  على ما الناس عليه من سوء وفساد في الحياة على الرغم مما يحملون من الأمراض...وأمراض الأنانية  والغيرة  والتعب الروحاني وأثر الذنوب...ولعل قصيصة ( بصمات الذنب) خير معبر عن مضمون هذا الباب، فهي تصور مريضا  صرف له الطبيب أفضل واق من الشمس ولكن ماتزال القترة تعلو وجهه منذ ذلك اليوم الذي افترى فيه على شخص بعد أن انتهت مصلحته معه(١١).



   هذه مضامين  مجموعة ( نتف) وهي متنوعة وجميلة وعميقة التأثير في النفس، وفيها عشرة أبواب، في كل باب على الأقل عشر قصيصات ، وقد تصل إلى خمس وعشرين في بعضها، ومجموع  القصيصات  حوالي مئة  وثلاثين قصة قصيرة جدا، ولاشك في أن اختيار الفكرة أو الحدث ثم أداء الصياغة  تتطلب جهدا كبيرا، ووقتا لايقدره إلا من عانى هذا النوع من الكتابة بصورة جادة.
   ومن جهة أخرى أحسب أني لست أمام  قصص قصيرة جدا فحسب، بل أمام كتاب اجتماعي ناقد يرصد مفاسد المجتمع، وشرور الناس وآثامهم، ولهذا أسميت  كل عنوان بابا ، ويمكن للكاتبة نفسها أن تحول الفكر القصصي الذي بنت عليه الأحداث إلى كتاب فكري إصلاحي تهديه من جديد إلى " أشرار العالم" أيضا.



   أسلوب الكاتبة اتصف بالبساطة  والسهولة والتشويق وملاءمة  هذا الفن من القصة ، ويحسن بها أن لا تستعين باللفظ الغريب الذي يخالف مبادئ فن السرد ويعيق فهم القارئ سير الأحداث ومتابعة تسلسلها بانسياب، منها على سبيل المثال لا الحصر:نفقت،و أظلاف، وينتأ، ويئزون،ويعتلفون،ومعجن،ويغتبنه،ويحاج، وبنان، والبجالة، والمتغوص، والمنكود ، وفصامي...
   وبعد.
تعد هذه المجموعة  من القصص القصيرة جدا علامة مميزة في الأدب الكويتي الحديث، ودليلا على نجاح الكاتبة وتناولها هذه القصص بصورة جادة فعلا، لا كما يفعل بعض الكتاب الذين سمعت أحدهم يقول : أستطيع ان أكتب  قصة قصيرة جدا  وأنا جالس بين الحضور...ثم قال: أليس مافعلته وقلته الآن قصة قصيرة جدا؟!!وضحك ضحكة لا تدل إلا على سخريته من هذا الفن وقلة إدراكه لعلامات النجاح فيه.

 


1. صدرت طبعته الوحيدة سنة ١٩٢٨ ثم أصدر الظمأ (١٩٣١) والبلدة المسحورة (١٩٤٥).
2.  هذا وصفي لما حدث من دون ذكر لأسماء عدد من المعاصرين والمعاصرات من كتاب ال "ق ق ج" الدخلاء عليه بأسماء شتى.
3. قصة "الخصم والحكم" ص ٩ من "نتف".
4.  قصة "خطأ تشريعي" ص ٤٢ .
5. قصة "الجميلة والوحش" ص ٥٢ .
6. ص ٥٩.
7.  ص ٨٤.
8. ص ٩٨.
19 ص ١٠٤.
10. ص ١٤٨.
11. ص ١٧٩.


نشرت في مجلة "البيان" الصادرة عن رابطة الأدباء الكويتيين، العدد 858، إبريل 2019، من صفحة 44-50.
لتنزيل نسخة PDF من العدد، يرجى الضغط هنا.