(وقت القراءة: 1 دقيقة)

ان القضايا لتتفاوت في أهميتها صعودا وهبوطا واني أدعو الجميع لمناقشة قضية تفرش اشواكا شتى في درب الباحثين الذينقد ينتهي بهم المطاف الى السياسة التي أعتبرها ركنا جوهريا في القضية .

ان ما جعل العبرات رفيقه تمد نسقها الغضوب في نفسي هو انحدار ثقافتنا العربية بكل ما تحويه من ابداعات نحو واد أدهم بهيم، فبينما تعبر البشرية ثورات معلوماتيه و تكنولوجية ...نجد ثقافتنا تعاني تكالب الهموم والمحن لكنها تسمووتتسامى ، بفضل العديد من المثقفين والمفكرين ولكني و بتشاؤم أراها كصبية في الجاهلية بات الوأد قدرا محتوما عليها .

وقد تستنكرون النبرة التي لا تعد متفائلة ، وكيف لا فمن يصدق أن هذه الثقافة الوليدة الطارفه هي امتداد لتلك التليده الغابرة؟

و لكنه الحتم الذي يكرر نفسه كحراك الامواج وتواتر غناء العنادل … فهل لصناع القرار السياسي دور في هذا التقهقر الفكري؟

الإجابة تماثل سؤالها في تكرارها فهي دوما بالايجاب والتاريخ الاسلامي دليل تاريخي واقعي على هذا الارتباط فالفكر الرحب المتدفق ما هو الا وليد لسياسات محرره و توافق بين النظريات المعلنة والتطبيق ،فالحقيقة نتاج لتباين الآراء و ربما تعارضها فكيف تتم الحقيقة ونحن نتشدق بالديموقراطية وقد أحلناها كرديف للديكتاتورية .

مازلت أنبش الماضي وأعايش الحاضر وأرقب المستقبل بحثا عن الحل . ما زالت تلك الاطياف ترعد وتدوي رغم جمالها , فمتى نداوي أفكارنا من أدوائها و أين هو الدواء ؟ فهل ان لنا ان نقف وقفه الغيران و نلملم ما تبقى من الثقافة المكبوتة المهزوله ؟؟ و ختاما أمني النفس ان أبصر السياسة تصب في صالح النتاج الثقافي الفكري ، فتغدو الثقافة معبرة وخلاقة.

 

نشر في جريدة القبس ، العدد 9034 ، بتاريخ 14-08-1998