(وقت القراءة: 1 دقيقة)

جريدة القبس، عدد الخميس 20 سبتمبر 2012، صفحة 21.

 

للقراءة من موقع جريدة القبس.

لتنزيل ملف PDF  - لتنزيل ملف JPG

 

 

مشاركة حياة الياقوت، رئيسة تحرير دار ناشري للنشر الإلكتروني، في تحقيق جريدة القبس الكويتية حول منع الكتب:

 

البشر ليسوا أخياراً

تشير الكاتبة حياة الياقوت، رئيسة تحرير دار ناشري للنشر الإلكتروني، الى أن قضية منع الإنتاج الفكري تعاني من طرفين؛ طرف طوباوي يظن أنه يمكننا فعلا أن نعول تماما على ضمائر الناس ورقابتهم الذاتية، وطرف آخر يرى أنه يمكن للمجتمع أن يتقوم ويكون فاضلا بأن يكون هناك من يقرر عنه ماذا يجب أن يقرأ. وأرى أن كلا الطرفين يحلم بالمدينة الفاضلة، بنسخ مختلفة منها.

وتؤكد الياقوت أن المشكلة أن هناك من يرى قضية المنع وينافح عنها من زاوية واحدة، وهي زاوية الحجر على الرأي المخالف، لكن هذا نوع واحد من أنواع منع الكتب، فهناك كتب تمنع لأنها خطرة، أو عنصرية، أو تجريحية، أو تحتوي معلومات مغلوطة أو حتى قاتلة. مثلا، ألا يحق لكيان ما (دولة، مكتبة، مدرسة، أو والدان) منع كتاب يحتوي مثلا على طريقة لإعداد عقاقير منزلية لا تمت للطريقة العلمية بصلة؟ طالما أن هناك من يتضرر، ستكون هناك رقابة. قد تكون رقابة سابقة، أو قد تكون لاحقة بحكم قضائي، لكنها ستظل موجودة حتى لو تمنى كل البشر عكس ذلك. وفتح الباب على مصراعيه، معولين على فكرة أن جميع البشر أخيار وغير منحازين، ظن ساذج وغير عملي. وكما قال عثمان بن عفان رضي الله عنه: «أن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن».

 

قراءة واقعية

وتتمنى الياقوت ألا يفهم أنها قد تكون سعيدة بالمنع، فهناك كما ترى ألف طريقة وطريقة لتجاوزه، أنا هنا فقط أعبر عن قراءتي الواقعية لقضية يتعامل معها معظم العرب بعاطفية، عليّ أن أشير هنا إلى أني لا أحبذ المنع الذي يطال الآراء لسبب براغماتي على الأقل، فأثبتت التجارب أن منع أي كتاب يساهم في انتشاره، فمن الغبن المساهمة في نشر الكتب الرديئة، فلندعها تذوي بنفسها، أو فلنرد عليها وللتنافس في الأفكار، وليكن البقاء للأصلح، هذه الثورة المعلوماتية التي ولدّت ثروة فتحت آفاقا شاسعة، لكن هل ستفنى الرقابة؟ يؤسفني أن أخيب آمالكم وأقول لا!