(وقت القراءة: 1 دقيقة)
رد ثان على عقلية المليفي لا شخصه:
معضلة القائل و المقولة و إستنسابية استخدام المنطق في العقلية العربية - حياة الياقوت

نتحسر بلوعة على أيام الرسول صلى الله عليه و سلم و عهد الصحابة الكرام ثم نأتي بما يناقض أخلاقهم تماما. مفارقة أخرى لافتة من مفارقات عالمنا الكليم.
عندما أخطأ عمر بن الخطّاب رضي الله عنه في اجتهاده في مسألة تحديد المهور فصححت له امرأة من عامة الناس، لم يستنكف أن يصعد على المنبر ليعلن خطأه على الملأ و لا ضره هذا شيئا و لا حط من قدره و لا محبته في قلوب المسلمين. و الإمام الشافعي لم يحرجه أو يضره تغييره لجُل مذهبة عند انتقاله من العراق إلى مصر.
(وقت القراءة: 1 دقيقة)

مقولات مكرورة:

1- " الأمر بالحجاب كان موجها لزوجات الرسول صلى الله عليه وسلم"

2- " الحجاب المقصود هو تغطية الجيب، تغطية الشعر كانت عرفا لدى العرب"

3- " الحجاب فرض للتميز بين الحرة والأمة، وهو أمر غير موجود حاليا، وداعا للحجاب اذا!"

4- "يا ستي، الحجاب حجاب الروح، دعونا نتنفس!"

(وقت القراءة: 1 دقيقة)

لست ادري ان كان هذا كسلا ام تكاسلا، جهلا ام تجاهلا من اعلامنا العربي ،و اعني بذلك خطب الجمعة التي نشاهد على شاشاتنا.

خطبة الجمعة فريضة دينية و لُقيا اسبوعية لتجديد الايمان و العقل و العلم فهل المواضيع المكرورة التي حفظناها عن ظهر قلب -على اهميتها و مفصليتها في ايماننا -هي الوحيدة في الكون التي على المسلم ادراكها؟ و هل من مستلزمات خطبة الجمعة ان يكون اداء الخطيب مملا حتى المرارة ؟

الجانب الجيد في الامر هو الدعاء ، لكن لم ندعو على النصارى هكذا دون تمييز لمعاهد منهم و محارب ؟ و هل المحاربون من النصارى هم وحدهم يعادون الدين؟ لم لا ندعو لهم- و لغيرهم -عوضا عن ذلك ؟

لست من لاعني الظلام دون ان اشعل شمعة ، لكن قد يأتي يوم -ربما قريبا- تنتقل فيه خطب الجمعة الى فضاء "السايبر" ، فيجتمع المسلمون في المسجد لكن كل مع "عاقوله" ( و هي تسميتي المقترحه للحاسوب) المحمول ليسمع الخطبة من شيخه المفضل و يرفع يديه بالدعاء ثم يؤدي الصلاة مع المجتمعين بامامة  احدهم. تقنية المعلومات تفرض تحديا غير تقليدي امام وسائل الاعلام و خطابها ، و اذا لم تتأقلم فان البدائل مفتوحة للمبدعين للالتفاف على القيود .

و الي ان يتحقق ذلك ( اما استجابة وسائل الاعلام و اما خيار المبدعين ايهما اسبق ) ، ارفعوا ايديكم معي بهذا الدعاء:

اللهم نسألك باسمك الاعظم ان تمحق كسلنا و جهلنا. اللهم  علمنا ان نعلم و نعمل ، و ان نغير ما بانفسنا حتي نقدر ان ندعوك بان تغير ما بنا.

اللهم عليك بالمحاربين لدينك -بغض النظر عن مللهم - و اهدهم ان قرروا الهداية .

اللهم اهد "يوكو" و "مارتن " و "هيلدا" فهم لا يعلمون ، و اهدنا اللهم ايضا رغم اننا نعلم و لا نعمل .

(وقت القراءة: 1 دقيقة)

يحكى ان – و هي طرفة تصورية – ان مركزا لدراسات التنمية اراد استطلاع اراء اطفال حول مشكلة الغذاء ، فصاغ سؤالا يقول ( هلا اخبرتنا عن رأيك في مسالة نقص الغذاء في العالم من فضلك ) و قام ببعثها لعديد من الاطفال حول العالم ، الا ان الجميع ذهل عندما عادت معظم الاوراق بيضاء من غير سوء .

فتقرر عندها تشكيل لجنة تبحث في الموضوع . و عندما ذهب مندوبو اللجنة الى الاطفال العرب ليسألوهم عن سبب احجامهم عن الاجابة فاجابوا " لم نفهم ماذا تعني كلمة رأي " ، و عندما توجهت الى افريقيا اجاب اطفالها " و ماذا تعنون بكلمة غذاء؟" اما في اوربا فبرر اطفالها استعصاء الاجابة عليهم بجهلهم بمعني مصطلح نقص الغذاء .و في الولايات المتحدة لام الاطفال عدم معرفتهم بمعني كلمة العالم ، اما في أمريكيا الجنوبية حار الاطفال في معني عبارة من فضلك !

لا اقصد شيئا مهينا او عنصريا من هذة الانماط المقولبة حول الامم فلست انا من ابتدع هذة الطرفة . لكن الم يكن اجدى لو جمع الاطفال معا ليفكروا و يجيبوا مجتمعين.

عندها سيصادف الطفل الأمريكي معنى كلمة العالم و بالالوان ، و سيتعلم العربي عمليا ما هو الرأي و سيضطر الجنوب امريكي الى التعرف و استخدام عبارة من فضلك ، اما الاوربي  و الافريقي  فسيحلان جهلها لان الامر تعرف باضدادها فسيعرف الافريقي معنى الغذاء و سيشرح عندها مشكلة نقصه – او انعدامه -للاوربي .

الم نخلق شعوبا مختلفة لنتعارف قبل ان نتصارع فنصدم و نختصم. اليس من العدالة ان نسمع للاخر و نعلمه و نتعلم منه قبل ان نجرمه و يجرمنا فنحرمه او يحرمنا من فضيلة الاختلاف؟

(وقت القراءة: 1 دقيقة)

جمالي او حتى قبحي شأني الخاص. فلا شئ اكثر ظلما من ان تقيَّم و يحكم عليك من شكلك الخارجي ، فتَّقدر و تُشكر ان كنت جميلا – وفرت كفاءتك او عدمت- ، و تعاقب و تحتقر -بدلا من ان ينظر الى كفاءتك- ان لم تُمْتِع مؤهلاتك الشكلية الاعين.

العالم - تشرّقَ او تغرّبَ - اثبت و بجدارة - للاسف- على مدى التاريخ انه حكم ، و يحكم و سيحكم على المرأة من خلال شكلها . فامام المرأة اذا خياريان احدهما مر و الاخر لاذع . فاما ان تقبل راضية بمعيار الحكم الشكلي الاعوج الاهوج ، و اما ان تختبئ في قمقم، او صندوق او أي شئ آخر لئلا تهدر كرامتها .

المعايير غير العادلة في تقييم المرأة بحسب مظهرها اثارت ما اثارت فلسفيا ، نقاشيا ، بل و حتى جدليا ، الا ان الطرح الاسلامي للمسالة ما فتئ - نظريا و عمليا على حد سواء - جاذبا اذا امعنا النظر و اصخنا السمع و احسنا الفهم.

فلسفة الحجاب في الاسلام هي تحرير للمرأة ، و اكسابها الحق في ان تكون منتجة و مبدعة و ذات دور كما شقيقها . و لو كان الاسلام من منادي حبس المرأة - الخيار اللاذع- لما فرض عليها الحجاب اصلا ، و ما حاجتها له طالما انها ستحتجب في قمقمها كمداً او خوفاً من الاعين الجائعة . فلسفة الحجاب اذا هي احلال للمعايير الغابنة للمرأة بمعايير عادلة تُقيّم المرأة على اساسها كانسان منتج ، متساو في الكرامة الانسانية مع الرجل و من ثم له الحق في الاحترام و في تقييم اعدل و افضل .

الحجاب ليس زياً و حسب ، بل اسلوب تعامل ، و انتقاء فذ لكل حركة و سكنة ،  ابتداءا من المشية و مرورا بمواضيع الحديث و انتهاءا حتى بنبرة الصوت ( فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً) ، و هو جزء من نظرة الاسلام لدور المرأة المنتج في الكون في شراكتها مع شقيقها الانسان ، فعلم الله انها ستلقى ذوي السقيم من القلوب و ذوي السوي منها و من هنا كان عليها ان تجبر سقيمهم -امراً لا فضلاً - على احترامها . فلا يملك عندها ذوي النظرات الساغبة سوى ان ينظروا الى الفكر و الانتاجية و الابداع ، الى الانسان لا الى الجسد .

ليس على اؤلئك اللائي يطمحن ان يكن حرات او قويات او منتجات ان "يخشوشن " ، و لا ايضا  ان يخرجن الى الحياة شبة عاريات. بل عليهن ان يعلمن و يفخرن بان ما فرض عليهن -كامر تعبدي حقه الطاعة- ، ليس لقمعهن – لانهن حبائل الشيطان - بل حل عملي ناجع لاعادة "انسنتهن " و متطلب مفصلي المشاركة في الدور الاستخلافي، بدلا من خيارات  المجعجعات و المجعجعين بلا طحين .