(وقت القراءة: 1 دقيقة)

 ما أرانا نقول إلا مُعَارا ***  أو مُعَادا من لفظنا مَكْرُورا

(زهير بن أبي سُلمى)

 

بين التنَاص والتلاص مزالق كثيرة.وإن كنتم تتساءلون عن معنى التناص، فمثالٌ عليه الجملة الأولى في هذه المقالة، ففيها تناص مع المثل القائل "بين الشفة والكأس مزالق كثيرة". فالتناص نوع من أنواع إعادة الاستعمال غير المباشرة، هو اقتباس لروح الفكرة، وإعادة صياغته في سياق آخر قد يكون مختلفا تماما. وأعلم أن هذه المصطلحات النقدية ثقيلة على القلب وعلى العقل، لكن "لا بد مما ليس منه بد". مهلا، هل وضعت لتوّي عبارة "لا بد مما ليس منه بد" بين علامتي تنصيص؟ أجل، هذا اقتباس مباشر، أو استشهاد. وبين العوالم الثلاثة (عالم الاقتباس المباشر، وعالم التناص، وعالم التلاص)، مزالق، ودروب لحِجَة، وعراكات نقدية كثيرة!

(وقت القراءة: 1 دقيقة)

حينما كان الشعر ديوان العرب، كانت العرب تقول "أعذَبُه أكذبه". وحينما صارت الرواية ديوان العرب وديدنهم، صار "أعذبه أوقعه"!

1- هذا الأديب برعاية ...!

للأمانة، من الصعب أن نفصل عن الكذب المباح؛ فهناك عقد ضمني بين الأديب والقارئ/السامع بأن ما يرد من أحداث هو خيال كامل أو جزئي، وبأن هذه التراكيب لا تصح فعلا، إنما في أسلوب أدبي. بل لربما من الصعب فصل اللغة عن الكذب، فالمجاز يحتل قسما لا بأس به من اللغة، وهو –عمليا- نوع من الكذب. لكن الناس تواضعوا على قبوله. ومن قالوا أن أعذب الشعر أكذبه. وليس عن كل هذا أتكلم اليوم، بل أتكلم عن نوع آخر من الكذب، فقد بالغ بعض (أو حتى كثير من) العرب في التجوز في الكذب، فخرجوا عن الكذب الأسلوبي والكذب في الأحداث إلى التزلف وإلى استخدام الشعر مثلا كأداة إعلامية "بروباغاندا" لكياناتهم الاجتماعية في الجاهلية، وإلى وسيلة للمدح الارتزاقي كثير بعض الحقب.

(وقت القراءة: 1 دقيقة)

أدناه أسئلة مشروعة كثيرا ما تردني. وما سأجيب به هو مجرد أبواب أشرّعها لكم كي تفكروا في الأمر. لا شيء أثقل على قلبي من الوصفات الجاهزة، ومن الكتّاب الذين يبتكرون القوانين ويختبرونها على قرائهم. إجاباتي هي تجربتي الخاصة المُعْلِمة لا الملزمة، اطلعوا عليها لكن لا تقبلوا بالتخلي عن أدواتكم المخبرية ومحاليلكم وحلولكم. إذا اتفقتم معي، أخبروني، وإذا اختلفتم نوروني.

إنها رسالة أحملها لأقول لكم أن القراءة تُقرِئُكم السلام، أنها تُحَييكم كي تُحْييكم. فهل ستردون التحية بمثلها أو بخير منها؟

 

1. لماذا أقرأ أصلا ومن لم يسرع به علمه، أسرعت به "واسطته"؟! أريد فوائد عملية حتى أقتنع، لا أريد تنظيرا فارغا.

- القراءة تخرج الإنسان من إطار المعلومات المتشظية، إلى إطار المعرفة. فعقولنا ملئى بأكوام من المعلومات نتلقاها من حياتنا اليومية، ومن التلفاز، والإنترنت، والصحافة، وهنا وهناك. لكن القراءة تساهم في سبك هذه المعلومات في إطارات منهجية، وتساعدنا على جمع هذه المعلومات والأفكار المتناثرة، وضمها في "ملفات"، ومن ثم في "مجلدات" إذا استخدمنا المجاز الحاسوبي.

- القراءة توسع أفقنا، لأنها تعيرنا عقول أشخاص آخرين، وتجاربهم، ونظرتهم في الحياة. وكثيرا ما نستفيد ممن يخالفونا في الرأي لا من يسبحون معنا في الموجه نفسها. ألم يقولوا في السفر سبع فوائد؟ ما قالوا هذا إلا لأن المسافر يخالط بيئة وأناس وأفكار تختلف عنه، فتثريه. وكذا هي القراءة.

- القراءة تبلسم جراحنا، خاصة القراءة في الأدب "المحترم". فحينما نرى ما يمر به الآخرين يهون علينا ما نمر به. كما أن القراءة الأدبية تمنح الإنسان مرونة نفسية ومواقفية، إذ تجعله مهيئا بمخزون نفسي للتعامل مع مواقف لم تمر معه حياتيا، لكنها مرت معه قرائيا.

- القارئ إنسان واثق، لأنه أفكاره مرتبه، وهو بالتالي أقدر على النقاش السليم بناء على علو الحجة على علو الصوت.

- القراءة تساعدنا على اتخاذ القرار الصحيح، لأننا نملك المعرفة المناسبة، في الوقت المناسب. إنها تعطينا القدرة على اتخاذ القرار المناسب بالتكلفة المناسبة. وكم من قرار كلفنا كثيرا بسبب ضيق أفقنا أو قلة معرفتنا.

(وقت القراءة: 1 دقيقة)

بين الفينة والأخرى أُسئل سؤالا محرجا مزعجا وهو "كيف أتعلم الكتابة؟". ورغم مرور قرابة الاثنتي عشرة سنة قضيتها في الكتابة، فإني أتلجّم وأتلعثم أمام سؤال كهذا؛ سؤال يتوقع إجابة علمية وعملية على أمر أقرب إلى الفن. حينها لا أملك إلا النجاة بالصدق، فأقول للسائل "اتبع نظام اخدم نفسك بنفسك؛ اقرأ ولاحظ ما يفعلون، وستعرف سر الصنعة".

لا ضير من تعليم الناس كيفية كتابة البحوث مثلا أو التقارير أو الأخبار الصحافية أو غيرها من صنوف الكتابة الرسمية التي لا تخلو من قواعد حاكمة، بيد أني لا أستطيع أن أخفي استغرابي حين أرى إعلانا لدورة في الكتابة الإبداعية (مقالة أو قصة قصيرة مثلا)، تعلّم الناس –في الغالب الأعم- الكتابة على الطريقة الحربية! إذ يعلمونهم أن للمقالة مقدمة ومتن وخاتمة، تماما مثل الجيش الذي له مقدمة وقلب وساقة. هنا، لا أجد فرقا بين البحث العلمي والمقالة إلا في الحجم، تماما كالفارق بين الجيش والسريّة! دعيت ذات مرّة إلى دورة مشابهة، ففضلت الحديث عن الأخطاء اللغوية التي يقع فيها الكُتّاب، بدلا من تعليم الحاضرين كيفية ربط الكلمات والفقرات بالصمغ.

(وقت القراءة: 1 دقيقة)

ورقة قدمتها الكاتبة حياة الياقوت في الحلقة النقاشية التي عقدتها مجلة الوعي الإسلامي، الاثنين 24 ذو القعدة 1431 الموافق 1 نوفمبر 2010 حول "أسباب العزوف عن النقد والأدب"، بمشاركة كل من: د. محمد إقبال عروي، والشيخ طلال العامر، والكاتب أمين حميد عبد الجبار، والكاتبة حياة الياقوت.

 

بداية، جئت هنا محمّلة بكثير من التحايا، وواجب عليّ إيصالها:

- النبطي، والملحون، والزجل يحييونكم جميعا. ويخبرونكم أنهم في خير خير حال.

- أما "روايات عبير"، و"روايات أحلام"، وبقية القصص الرومانسية للجيب، والروايات المعربة-المهرّبة فتقرئكم وافر السلام وتقول لكم بالمناسبة "الكمية محدودة، احجز نسختك الآن".

الأدب يا قوم في صحة وعافية وبحبوحة، حتى أن وزنه ازداد مؤخرا بضعة كيلوغرامات! :)

هذه كانت مقدمة واجبة، لنعرف أن المعضلة ليست معضلة أدب، بقدر ما هي معضلة يواجهها صنف معين من الأدب. مصائب ومصاعب الأدب الفصيح، الأدب "الملتزم" –على العمومية المزعجة لهذه الكلمة- هذه المصائب ينظر لها فرع آخر من الأدب باستغراب وهو يرفل بثياب الصحة ويحمل صولجان المجد.


* * * * *

(وقت القراءة: 1 دقيقة)

هل تذكرون الأسد الهصور الزؤور في شعار شركة Metro Goldwyn Mayer (MGM)، والذي كان كثيرا ما يظهر قبل بداية "توم وجيري"؟


دققوا فوق رأسه جيدا وستقرؤون عبارة مكتوبة باللاتينية تقول Ars Gratia Artis أي "الفن من أجل الفن". ولأجل هذا كنّا ولا زلنا نفرح ونطرب ونضحك من توم وجيري، لكن ولأجل هذا أيضا نجد أن نزعات التبلد تجاه العنف أو ربما استحسانه بدأت تظهر على الأطفال الذين يظنون أن العنف يمكن أن يكون مسليا، وأن ضرب أحدهم بسندان على رأسه لن يخلف سوى انتفاخة صغيرة!

(وقت القراءة: 1 دقيقة)

قرائي الأعزاء،

فيما يلي 3 فصول من روايتي التي أنهيتها مؤخرا. يسرني كثيرا أن أتلقى آراءكم في اللغة والأسلوب والسرد.هذا ولم أختر اسما للرواية بعد، إذ لا أزال حائرة بين عنواني أو ثلاثة.

علما بأن العتب مرفوع، و"الزعل" ممنوع، وسعادتي بالنقد والتصويب أكثر من سعادتي بالثناء والإطراء.

وعليّ أن أنوّه بأن المكتوب ليس سيرة ذاتية، ولست قطعا بطلة الرواية. :)

فلا تبخلوا بغيثكم المديد. أنتظر رأيكم الرشيد. إني أستشيركم، و"المستشار مؤتمن" كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.

ولا تنسوني من دعواتكم بأن أجد ناشرا مناسبا للرواية، ناشرا ذا ضمير!

 


(وقت القراءة: 0 دقائق)

حبيبَ قلوبنا،
حين أرى القمرَ أتذكرك!

وأنت أيها القمر، أيها البدر،
افرح وابتهج، فصفحتك فيها من صفحته البلجاء.
وبهاؤك يشبه بهاءه. لا يضارعه ولا يدانيه، لكن منهُ فيك شيء. افرح وتشعشع، ومد ابتسامتك قدر ما تستطيع.
وكيف لا تجلجل فخارا، وأنت منه فيك شيء؟

أحيانا، أحيانا، أحقد عليك وأحسدك على ذلك،
لكني أتمالك ما يعتمل في صدري وأسد رمقي بالغبطة.

*****

(وقت القراءة: 1 دقيقة)

كنت أُحلّق أمس في "دائرة من النور" التمعت على عتبات "فريج بني نايم"، فخرجتُ وخرج الجمهور المتزاحم عازمين على أن نبني "فريج بني يقظان"! أن نبنيه في نفوسنا وفي مراعينا، فكلنا راع ومسؤول عن رعيته.

"فريج بني نايم" مسرحية للمبدعة هيا الشطي، أحيَت في قلبي الأمل بمسرح تنويري، لا يساوم على المهنية ولا يتنازل عن القيمة، ويقدر في الوقت نفسه أن يبث خفة الظل والمرح وأن ينتزع الابتسامة بكل رشاقة من قلوب المشاهدين قبل شفاههم. مسرح يقع ضمن إطار Edutainment أو التثقيف الترفيهي.

(وقت القراءة: 1 دقيقة)

Image صحيح أن التلفزة الكندية CBC لا يُلتقط بثها في الكويت بأي شكل من الأشكال والحيل، لكن خدمات مثل Youtube.com و Google Video صارت توفر الكثير والوفير من ملفات الفيديو التي يسجلها الهواة والمتطوعون ويبثونها على الموقع. ولا عجب إذا اختير موقع Youtube كأفضل اختراع للعام 2006 من قبل مجلة "تايم".

أما ما أتابعه منذ فترة على هذه المواقع، فهو تسجيل حلقات المسلسل الفكاهي الكندي  Little Mosque on the Prairie أو "المسجد الصغير في المَرْج" وهو مسلسل فكاهي يبث موسمه الثاني الآن، صاحبة فكرته هي "زرقاء نوّاز"، وهي مسلمة كندية من أصل باكستاني. المسلسل يحوى حوارات على قدر عالٍ من الذكاء والفكاهية معا في آن. وهو يحكي عن مسلمين يعيشون في مدينة كندية صغيرة تدعى "ميرسي" أي الرحمة، ولديهم مسجد صغير يجتمعون فيه، وهنا تبدأ الملهاة. سر الخلطة هو الواقعية، فهناك جناح تقليدي، وجناح مخالف له بين المسلمين أنفسهم، وبالإضافة إلى غير المسلمين.

(وقت القراءة: 1 دقيقة)
هل تذكرون جحا؟ هل تذكرون قصته حين سألوه "يا جُحا أين أُذُنك؟" فرفع يده اليمني ولفها خلف رقبته ليشير إلى أذنه اليسرى! منذئذٍ صارت عبارة "يا جحا أين أذنك" تطلق على من يلف ويدور حول أمر ما بشكل ممجوج. الآن ما علاقة قصة جحا بالإيقاع الوارد في عنوان المقالة؟ تابعوا معي رجاء.